تدعم الجزائر سياسة الصين الواحدة وهي الرؤية الصينية التي تعتبر تايوان جزءا من البلد الأم وكذلك هونج كونج وشينجيانغ وتعتبر تلك المناطق شأنا داخليا.
لكن في المقابل تدعم الجزائر البوليساريو، وهي حركة إرهابية تستضيفها على أراضيها، تسلحها وتدعمها عسكريا لتحقيق ما يسمى بتحرير الأراضي الصحراوية من الاحتلال المغربي.
تشير الحكومة الصينية إلى أن تايوان هي جزء لا يتجزأ من الصين وأنها إقليم صيني متمتع بدرجة ذاتية الحكم، في حين تزعم حكومة تايوان الرسمية أنها دولة مستقلة تحت اسم “جمهورية الصين التايوانية”، كما أن الشعب التايواني يرفض السيادة الصينية او احتلال الجزيرة الصغيرة.
وتعد تايوان دولة ديمقراطية عكس الصين، ولديها قمي ومبادئ لا يؤمن بها الحزب الشيوعي الصيني، مثل حرية الإعلام والرأي وممارسة السياسة.
رغم ذلك تعد الجزائر واحدة من الدول الكثيرة حول العالم التي تعتبر أن سياسة الصين الواحدة أفضل، كما أنها ترفض أيضا مناصرة كتالونيا في اسبانيا وهي من الأقاليم الإسبانية التي تريد الإستقلال والإنفصال عن الدولة الأم.
في المقابل تشجع الحكومة الجزائرية بشدة الحركة الانفصالية البوليساريو في الصحراء الغربية، وتقدم لها الدعم السياسي واللوجستي والإنساني، تعتبر الجزائر أحد أبرز المؤيدين لهذه الحركة، وتعتبر الأمر قضية قومية مهمة بالنسبة للجزائر.
وتعود جذور دعم الحكومة الجزائرية للبوليساريو إلى الحرب المفتوحة بين المغرب والبوليساريو في الفترة من 1975 إلى 1991 بعد استعادة المغرب الصحراء من الاحتلال الإسباني، وتعتبر الجزائر البلد الذي استضاف القيادة الرئيسية للبوليساريو ومعسكرات اللاجئين الصحراويين، وتمنحهم الدعم الدبلوماسي والمالي والعسكري.
إقرأ أيضا:8 أسباب مجنونة وراء رغبة هتلر في إبادة اليهود وقتلهموترى الجزائر أن حركة البوليساريو هي حركة تحرر قومي شرعي، وتؤمن بحقها في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية، ومع ذلك، فإن موقف الجزائر يواجه انتقادات واسعة من المغرب والعديد من الدول الأخرى التي تعتبر الصحراء الغربية جزءًا لا يتجزأ من الأراضي المغربية.
يعتبر دعم الحركات الانفصالية قضية حساسة ومثيرة للجدل في العلاقات الدولية، حيث يتنازع الدول على الأراضي والموارد والمصالح والهويات، وعادة ما تتمثل الحركات الانفصالية في مجموعات سياسية أو قومية تسعى إلى الانفصال عن دولة ما وإقامة دولة مستقلة، وغالبا ما يتم تضمينها في سياق الصراعات الداخلية والنزاعات الدولية.
وبشكل عام، تتخذ الدول المختلفة مواقف متباينة تجاه دعم الحركات الانفصالية، حيث يمكن أن يتأثر ذلك بالعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تؤثر على العلاقات الدولية.
وعلى الرغم من أن الدول لديها الحق في الدفاع عن مصالحها وسيادتها، فإن تدخلها في شؤون داخلية لدول أخرى أو دعم الحركات الانفصالية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الصراعات وتهديد الأمن الدولي.
وفيما يتعلق بالحكومة الجزائرية، فإنها تؤيد حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وتقديم الدعم للحركات الانفصالية التي تنظر إليها على أنها قضية قومية، كما هو الحال مع الحركة الانفصالية البوليساريو في الصحراء الغربية.
في المقابل لا تدعم الجزائر الحركات الانفصالية في اسبانيا والصين ودول أخرى عديدة لديها مشكلة مع الإنفصاليين، لذا من الواضح أن السياسة الجزائرية غير قائمة على المبادئ التي تؤكد عليها في كل مناسبة.
إقرأ أيضا:خرافة الإلحاد من أجل الشهوات التي يرددها رجال الدينتعود جذور التوتر بين الجزائر والمغرب إلى الصراع على السيادة على الصحراء الغربية، والذي تنتزع فيه الجزائر دعم الحركة الانفصالية في الصحراء الغربية، بينما يفرض المغرب سيادته على تلك المنطقة ويعمل على تقديم رؤية الحكم الذاتي لتلك المنطقة والتي تدعمها الكثير من الدول.
توجد اختلافات وتناقضات في مواقف الجزائر فيما يتعلق بدعم الانفصاليين في المناطق الأخرى، مثل الصين وإسبانيا، ويمكن أن يرجع ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك العلاقات الدبلوماسية السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين، والتحالفات والمصالح الإقليمية والدولية، والتاريخ والثقافة والمواقف السياسية الداخلية.
فيما يتعلق بدعم البوليساريو، فإن الجزائر ترى في الصحراء الغربية قضية إنسانية وإرادة شعبية للحصول على الاستقلال والتخلص من الاحتلال، وتدعم حركة البوليساريو في مسعاها للحصول على الاستقلال وإقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية. وترى الجزائر أن الوضع في الصحراء الغربية يتعلق بالحق في تقرير المصير والحقوق الإنسانية، وتعتبر الحركة الانفصالية في الصحراء الغربية “شريكًا إستراتيجيًا” للجزائر.
إقرأ أيضا:تاريخ مجلات الثقافة الجنسية العربية من ازدهارها إلى انقراضهاومن الواضح أن الدولة الجزائرية لديها أطماع في الصحراء المغربية وهي تستخدم البوليساريو فقط كواجهة لأطماعها وتريد من خلال تأسيس دولة جديدة اقسي المغرب والوصول أيضا إلى المحيط الأطلسي.
إقرأ أيضا:
فرنسا تحترق بسبب ماكرون واليمين المتطرف وجالية الجزائر
انتاج البطيخ: الجزائر في الصدارة عربيا والسعودية تتجاوز المغرب
هل الجزائر دولة فقيرة ولماذا هي أقل من المغرب وتونس؟
العلاقات الجزائرية الأوكرانية المتدهورة
حصار الجزائر وعزلها في حال رفضها الصلح مع المغرب
من وهران إلى عسقلان: صادرات الجزائر إلى إسرائيل المتنامية
سبب انهيار الدينار الجزائري في السوق السوداء ونتائجه
أعظم انجاز حققه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون