علوم

عن تحرر محمد عبد الوهاب رفيقي من الفكر السلفي الوهابي

يواصل التيار السلفي خسارة رموزه وانتقال المزيد من رجاله إلى التيارين العقلاني والعلماني، خصوصا مع تخلي السعودية عنه وتراجع التمويل له، وفشل داعش في بناء الخلافة الإسلامية المزعومة.

ويعد محمد عبد الوهاب رفيقي من أحدث الأسماء التي صدمت الرأي العام السلفي والإسلامي، بانتقاله من أقصى اليمين إلى اليسار، في خطوة توصف عادة لديهم بالردة.

محمد عبد الوهاب رفيقي السلفي المحافظ

ولد محمد عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) في مدينة الدار البيضاء بالمغرب بتاريخ 25 مايو 1974، وقضى طفولته في التنقل بين عدة مدن في المملكة المغربية لحفظ القرآن الكريم ودراسة تعاليمه.

وقد حضر في صغره مجالس بعض كبار العلماء والدعاة، مثل الدكتور تقي الدين الهلالي والشيخ عبد الحميد كشك، وتلقى أولى مبادئ العلم على يد مشايخ معروفين في الدار البيضاء، مثل محمد زحل والقاضي برهون وإدريس الجاي وعمر محسن وعبد الباري الزمزمي وغيرهم.

بعد ذلك، انتقل إلى مدينة فاس حيث أكمل حفظ القرآن الكريم بعمر العاشرة، ودرس علم التجويد على يد بعض القراء المشهورين، مثل الشيخ المكي بنكيران المقرئ المعروف، كما حضر بمسجد القرويين مجالس كثير من مشايخها المعروفين، مثل عبد الكريم الداودي والأزرق وغيرهم.

حصل على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم التجريبية في الدار البيضاء، ودرس سنة في كلية العلوم في نفس المدينة في شعبة الفيزياء والكيمياء، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وحصل على إجازة كلية الشريعة، ودرس على يد العديد من المشايخ البارزين في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين والغنيمان والعباد والشنقيطي وغيرهم.

إقرأ أيضا:الدعاية الروسية في أفريقيا: من الإتحاد السوفياتي إلى روسيا الحديثة

ثم حصل على شهادة الماستر (الماجستير) في وحدة فقه الأموال في المذهب المالكي بكلية الآداب بفاس ويجيد التحدث بالعربية والفرنسية والإنجليزية.

مثل معظم السلفيين عاش محمد عبد الوهاب رفيقي في عائلة سلفية ملتزمة بالدين ومكرسة وقتها لحفظ القرآن وتدارسه وكذلك الكثير من كنب السنة مثل صحيح البخاري.

محمد عبد الوهاب رفيقي في السجن لمدة 9 سنوات

كان رفيقي يلقي الدروس الدينية ويخطب في إحدى مساجد مدينة فاس المغربية، وبعد ذلك قضى 9 سنوات في السجن بعد أحداث 16 مايو الإرهابية التي وقعت في مدينة الدار البيضاء عام 2003.

وقد اتُهم حينها بالتحريض، وهي تهمة نفاها رفيقي وأكد أنه لم يدع يومًا إلى العنف ضد الدولة، على الرغم من أن خطابه كان متشددًا في تلك الفترة.

في تلك الفترة واجهت الدولة المغربية الخلايا الوهابية والسلفية العسكرية التي كانت تخطط لتنفيذ التفجيرات في المغرب وحتى عدد من الدول الحليفة مثل فرنسا والتي أحبطتها المخابرات المغربية.

لكن تلك الفترة التي قضاها في السجن كانت فرصة من أجله لمراجعة أفكاره والتراجع عنها، وهو ما بدا واضحا بعد فترة من اطلاق سراحه.

يقول رفيقي إن والده كان متحمساً للحركات الإسلامية وأنه كان ينفق من جيبه بحسن نية، ولكن فيما بعد تبين أن العديد من المتشددين اتخذوا خطابهم وأنشطتهم سبيلاً لجني منافع مالية.

إقرأ أيضا:السعودية تريد الحياد الكربوني لكنها لا تريد نهاية النفط

ويؤكد أبو حفص كذلك أن القراءات المتعددة التي قام بها في السجن أدت إلى تحول مفهومه للأمور وتقبله للنسبية في الأفكار التي كانت ثابتة في ذهنه لفترة طويلة.

ويذكر أيضًا أن الكتاب الذي ترك أثرًا كبيرًا على فكره ونظرته إلى بعض محطات التاريخ الإسلامي هو كتاب “سير أعلام النبلاء” لأبي عبد الله شمس الدين الذهبي.

في حوار له مع سكاي نيوز قال: “كنت كغيري ضحية تربية ومحيط وسياسات عمومية لم يكن لي يد فيها، أنا وأمثالي من يحتاج إلى تعويض عن اغتيال سنوات طويلة من أعمارهم” وهذا لتبرير تطرفه وتشدده السابق.

محمد عبد الوهاب رفيقي العلماني العقلاني

في الوقت الراهن أضحى الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي باحثا ومفكرا، يدافع عن تحرير المجتمع من الأفكار الوهابية والسلفية المتشددة.

ويدعو إلى إعادة مراجعة نصوص التراث خصوصا صحيح البخاري ومسلم والروايات الكثيرة بها والتي تسيء إلى الإسلام قائلا في احدة منشوراته: “لنكن منطقيين وواقعيين: حين تصور النبي عليه السلام بأنه القتول الضحاك، وبأن رزقه في ظل رمحه، وبأنه كاد يرمي نفسه من رأس الجبل، وبأنه كان يطوف على نسائه في ليلة واحدة، وبأنه تزوج صبية في سن السادسة ودخل بها في التاسعة، وبأنه أباح لأصحابه اغتصاب السبايا بحضور أزواجهن، وبأنه أراد تطليق زوجته لأنها أصبحت غير مطيقة للجماع، وبأنه احتقر المرأة وجعلها ناقصة عقل ودين، وبأنه أصابه السحر حتى يخيل إليه أنه جامع نساءه ولم يفعل”،

إقرأ أيضا:احصائيات وأرقام مهمة حول عدد المثليين في العالم

وكان ذلك في إطار تعليقه على إساءة الأجانب والملحدين للنبي محمد، حيث دعا إلى مراجعة التراث الإسلامي لأنه يحوي الكثير من الإساءات للرسول.

ويدعو محمد عبد الوهاب رفيقي إلى اعمال العقل والتحرر من الخرافات الملتصقة بالدين والتحرك للأمام عوض أن نبقى أمة تعيش على ذكريات الماضي.

إقرأ أيضا:

مشكلة السلفية الوهابية واقتصاد السعودية

كيف ساهم رجال الدين والإسلام السياسي في ازدهار الإلحاد؟

مذهب إسلامي جديد على يد صالح المغامسي مبني على الديانة الإبراهيمية

التطبيع بين السعودية وايران جزء من مشروع الديانة الإبراهيمية

لماذا تدعم الإمارات الديانة الإبراهيمية التوحيدية؟

أهمية تقارب الإمارات مع سوريا واحتمال انقلاب بشار الأسد على ايران

السابق
حراك الحسيمة بلغة خطاب الكراهية والأخبار المزيفة على فيس بوك
التالي
من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم اتباع سنته