مايكروسوفت مستاءة من توسع فيس بوك
استحوذت مايكروسوفت على سكايب بقيمة 8.5 مليار دولار عام 2012، في الوقت الذي اقتنعت فيه بأن برنامج Windows Live Messenger أو MSN Messenger لن يستمر طويلا في المنافسة، وهو ما حدث بالفعل.
تخلت عن العملاق الذي بدأت مسيرته في صيف 1999 واستبدلته بخدمة سكايب، التي سريعا ما انتشرت على الحواسيب والهواتف الذكية وأصبح لديها الآن أكثر من 300 مليون مستخدم نشيط شهريا.
لكن فيس بوك ماسنجر وتطبيق واتساب أصبحا الأكثر شعبية في هذا الزمان وكلاهما مملوكين لشركة فيس بوك، هذه الأخيرة تتمتع بعلاقات جيدة مع مايكروسوفت حيث تعاونهما كان بارزا في أكثر من ملف وقضية منها استخدام خرائط بينج وحتى أن ماسنجر كان يعتمد على سكايب في مكالمات الفيديو قبل أن يتخلى عنه وتقدم الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم ميزة مكالمات الفيديو الخاصة بها على التطبيق.
بعبارة أخرى العلاقة الحميمية بين العملاقين انتهت، وكان هذا واضحا في ظل توسع فيس بوك وتقديمه المزيد من المزايا الخاصة به دون الإعتماد على خدمات خارجية، وكان واحدا منها هي تقديم ميزة التوظيف التي ينافس بها لينكدإن المملوك لشركة مايكروسوفت.
يوما بعد يوم تتعارض مصالح العملاقين في المزيد من الملفات والقطاعات وتنضج المنافسة بينهما، وهو ما استوعبه أخيرا فريق تطوير الخدمة وتم تأكيده على لسان نائب رئيس فريق سكايب Amritansh Raghav الذي وجه هذا الكلام لأعضاء فريقه وقال “لا يمكننا أن نواصل النجاح بالإعتماد على ارث الماضي”.
إقرأ أيضا:تحميل تيليجرام Telegram الذي فضله أردوغان عن بيب التركي
-
تحديث جديد وشامل لتطبيق سكايب ينهي الماضي إلى الأبد
أعلن فريق سكايب خلال الساعات الماضية عن أكبر تحديث في تاريخ الخدمة منذ 2006، التحديث الجديد جاء بعد إعادة تصميم التطبيق من الصفر وهذا لمختلف المنصات التي يعمل عليها ليقدم لنا واجهة برمجية جديدة كليا ومزايا متقدمة.
التطبيق الذي يقدم في العادة مكالمات الفيديو والدردشة الصوتية وارسال المرفقات إلى جانب المحادثات النصية، يتوسع ليشمل المحادثات مع البوتات وهي التي تعطي للمستخدم أجوبة فورية ويمكنها أن تبرمج المواعيد وتذكر المستخدمين بملاحظات ومعلومات أثناء الدردشة مع الآخرين، وكل هذا دون الحاجة إلى فتح متصفح أو تطبيق بغرض الحصول على أجوبة منه أو خدمات معينة.
التحديث سيحصل عليه أولا التطبيق في أجهزة أندرويد، ثم سيتوسع ليتوفر للمزيد من الأجهزة ومنها ويندوز و آيفون والماك و آيباد .. الخ.
-
سكايب لم يعد مجرد تطبيق دردشة بل تطبيق إجتماعي أيضا
في الوقت الذي تراجعت فيه المشاركات الشخصية على فيس بوك بشكل عام، ولم يعد يفضل المستخدمين مشاركة لحظات حياتهم على ملفاتهم الشخصية، أصبحت الموضة الرائجة هي مشاركة منشورات لفئة خاصة من الأصدقاء والأقرباء وليس جميعهم.
إقرأ أيضا:4 مخالفات تهدد حسابات أصحاب 5000 متابع وفق القانون المصري 2018هذا ما أكدته سكايب على مدونتها لتعلن عن ميزة Highlights والتي تشبه إلى حد كبير ميزة القصص في سناب شات والتي اقتبستها فيس بوك إلى مختلف تطبيقاتها.
الميزة تتيح للمستخدمين مشاركة الصور وإضافة التأثيرات عليها ومشاركة لحظات حياتهم مع الأصدقاء والأقرباء، لتظهر تلك المحتويات 7 أيام قبل أن تختفي كليا.
وفيما أغلب المستخدمين على سكايب يتواصلون بالفيديو فإن هذا يعني أن العلاقة التي تجمع بين المستخدمين وجهات الإتصال عميقة ومبنية على الثقة وهناك تقارب كبير، على عكس فيس بوك فالأصدقاء يفضلون الدردشة النصية والصوتية كما أن عدد منهم تمت إضافته بدون معرفة مسبقة.
وفي هذا الصدد قال Amritansh Raghav: «إن المشاركة، وهي أكثر التفاعلات البشرية طبيعية، لا تحدث على الشبكات الاجتماعية».
إقرأ أيضا:خطة إيلون ماسك لجعل تويتر شركة مربحة وتفادي الإفلاسومع سكايب يمكن للمستخدمين أن يشاركوا لحظات حياتهم من خلال ميزة Highlights ليشاهدها فعلا الأصدقاء الحقيقيين والأقرباء وليس الغرباء كما هو الحال على فيس بوك.
-
مايكروسوفت لديها أطماع في قطاع الشبكات الإجتماعية ولن تترك فيس بوك
من الواضح أن مايكروسوفت لديها طموحات كبيرة في قطاع الشبكات الإجتماعية وقد تبين ذلك بعد أن استحوذت على لينكدإن.
لكنها لا تريد المخاطرة بإطلاق شبكة اجتماعية مشابهة لفيس بوك لأن المحاولات لا تجدي نفعا، وهي ترى أنه من الأفضل استغلال شعبية سكايب لتجعله تطبيقا منافسا قويا يجمع بين المراسلة الفورية وخدمات التواصل الإجتماعي.
بعبارة أخرى يريد سكايب أن يكون مثل سناب شات الذي اثبت أنه يستطيع فعلا مقارعة فيس بوك، وهو بطريقة وأخرى سيعمق من جراح هذا الأخير الذي اعترف بتراجع المشاركات الشخصية عليه.