عندما أعلنت بريطانيا نيتها الانسحاب العسكري من الخليج، أكدت ايران على أن البحرين كانت جزء منها وأنها محافظة وجزء من امبراطورية فارس وهو ادعاء يتكرر كلما توترت العلاقات بين الجانبين.
في ذلك الوقت ادعت إيران في السابق أن البحرين جزء من أراضيها وهي تعتبر هذه المنطقة باسم “محافظة الاحواز” وتزعم أن البحرين كانت تابعة لها قبل ان تحتلها بريطانيا في عام 1820.
نظرية البحرين محافظة إيرانية
وقد زادت هذه الادعاءات في الفترة الأخيرة، حيث قامت إيران بإصدار بيانات وتصريحات تدعي فيها السيادة على البحرين.
وتعتبر هذه الادعاءات مثار جدل بين إيران والبحرين، وتستند الحكومة البحرينية إلى الأدلة التاريخية والقانونية للتأكيد على أن البحرين هي دولة مستقلة وذات سيادة كاملة على أراضيها، وأنها لم تكن جزءًا من إيران في أي وقت من الأوقات.
وقد قامت الحكومة البحرينية باتخاذ إجراءات قانونية ضد إيران لدى المحاكم الدولية والمنظمات الدولية المختصة للحفاظ على سيادة البحرين والتصدي لأي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية.
يعود تاريخ الخلاف بين البحرين وإيران إلى القرن التاسع عشر، حيث كانت البحرين وقتها تحت السيطرة البريطانية، وكانت إيران تدعي السيادة على البحرين. وبعد انتهاء الحكم البريطاني على البحرين في عام 1971، اعترضت إيران على استقلال البحرين وأعلنت عن رفضها لهذا القرار.
إقرأ أيضا:جيبوتي في قلب الصراع الصيني الأمريكيوتستمر إيران في إصدار بيانات تطالب فيها بالسيادة على البحرين، وتستخدم الخلاف السياسي بين الحكومة البحرينية والمعارضة الشيعية في البحرين كذريعة لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للبحرين.
ورغم ذلك، فإن البحرين تصر على أنها دولة مستقلة وذات سيادة كاملة على أراضيها، وأن مثل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
احتجاجات الشيعة في البحرين
تشكل الطائفة الشيعية أغلبية في البحرين، وتعد أكثر من نصف السكان وفقًا لتقديرات بعض المصادر. وتتراوح النسبة المذهبية في البحرين بين 60 إلى 70 في المائة للشيعة، في حين يشكل المذهب السني حوالي 30 إلى 40 في المائة من السكان.
وتعتبر الطائفة الشيعية في البحرين تتمتع بمكانة اجتماعية وسياسية مهمة، حيث يشغل العديد من أعضائها مناصب حكومية وبرلمانية وقيادية في المجتمع البحريني، ولا يختلف ذلك عن الطائفة السنية التي تشغل أيضًا مناصب مهمة في الحكومة والبرلمان والمجتمع.
يجب الإشارة إلى أن الطائفتين تتمتعان بحرية العبادة والممارسة الدينية في البحرين، وتحظى بحماية الدستور والقوانين البحرينية، ومع ذلك، فإن هناك خلافات سياسية واجتماعية بين الطائفتين قد تؤدي إلى احتدام الصراعات بينهما في بعض الأحيان.
اندلعت احتجاجات في البحرين في فبراير 2011، والتي بدأت كحركة سلمية للمطالبة بالإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ولكنها تحولت بعد ذلك إلى مطالبة بالتغيير السياسي الجذري في البلاد.
إقرأ أيضا:السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه إسرائيل ايران روسيا أمريكا الصينوفي ذلك الوقت، كان النظام الحاكم في البحرين يتكون من الأسرة الحاكمة السنية وحكومتها التي يهيمن عليها السنة، في حين أن الشيعة كانوا يشكلون غالبية السكان.
وكانت مطالب الحركة الاحتجاجية الرئيسية هي إجراء إصلاحات سياسية ودستورية واحترام حقوق الإنسان وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين.
ومع تصاعد الاحتجاجات، قامت الحكومة البحرينية بإجراءات قمعية ضد المتظاهرين، واستخدمت القوة العسكرية والأمنية لتفريق الاحتجاجات واعتقال المعارضين.
وفي مارس 2011، طلبت الحكومة البحرينية المساعدة العسكرية من دول مجلس التعاون الخليجي، ووافقت السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت على إرسال قواتها العسكرية إلى البحرين للمساعدة في قمع الاحتجاجات.
ومنذ ذلك الحين، تتواصل المظاهرات والاحتجاجات في البحرين، وتستمر الحكومة في اعتقال المعارضين والناشطين السياسيين، وتواجه البحرين انتقادات دولية شديدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والقمع السياسي والديني، ولا يزال الصراع السياسي في البحرين قائمًا، ولا يوجد حتى الآن حل سياسي للأزمة.
هل كانت البحرين مستعمرة ايرانية؟
لم تكن البحرين مستعمرة إيرانية في الماضي، وعلى الرغم من أن الإيرانيين يدعون بأن البحرين جزء من أراضيهم، إلا أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
في الواقع، شهدت البحرين عبر التاريخ العديد من الحكماء والدول المختلفة، وقد حكمت الأسرة الأموية في العصر الإسلامي، وكانت تحت السيطرة الفارسية في بعض الفترات، بالإضافة إلى حكم الدولة العثمانية والحكم البريطاني في وقت لاحق.
إقرأ أيضا:كأس العالم 2022: منتخب المغرب يواجه مصير أتلتيكو مدريد 2016وفي عام 1971، انعقد اتفاقية بين الحكومة البريطانية وحكومة البحرين المؤقتة، وتم تأسيس مملكة البحرين كدولة مستقلة تحت السيادة البحرينية والحكم الذاتي، ومنذ ذلك الحين، أصبحت البحرين دولة مستقلة بالكامل ولديها سيادة كاملة على أراضيها وشؤونها الداخلية.
إقرأ أيضا:
أزمة حقل الدرة: التقارب السعودي الإيراني مجرد هدنة
سياسة بريطانيا في الخليج العربي وموقفها من ايران والصين
تأثير الإتفاق السعودي الإيراني على الملف النووي وصراعات المنطقة
التطبيع السعودي الإيراني الإسرائيلي يعزز رؤية 2030 الاقتصادية
قصة اتفاق التطبيع بين ايران والسعودية ومكاسب الصين
التطبيع بين السعودية وايران جزء من مشروع الديانة الإبراهيمية