علوم

موقف روسيا بوتين والصين من غزو العراق 2003

تاريخياً، كانت روسيا (أو الاتحاد السوفيتي السابق) متحفظة بشأن العديد من الحروب والصراعات الدولية، ولديها تقليد في الالتزام بعدم التدخل في شؤون دول أخرى. ومع ذلك فإن موقف روسيا من غزو العراق في عام 2003 كان مختلفًا.

في البداية، عبرت روسيا عن قلقها بشأن الغزو وأكدت أنها تريد حل الأزمة في العراق عبر الحوار وبدون استخدام القوة العسكرية.

موقف روسيا من غزو العراق 2003

كانت روسيا تعارض في البداية بشدة الحرب والغزو الذي قادته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد العراق، وذلك لأنها ظنت أن هذا الغزو يمثل تهديداً للأمن الدولي وأنه سيؤدي إلى تفكك النظام الدولي.

في عام 2003، كان فلاديمير بوتين هو الرئيس الروسي، وقد بدأت روسيا في البداية بالتعبير عن قلقها بشأن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد العراق، وأنها تريد حل الأزمة في العراق عبر الحوار وبدون استخدام القوة العسكرية.

وكان الموقف الروسي في ذلك الوقت يتركز على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والعمل على إيجاد حلول سلمية للنزاعات الدولية.

في يوم 28 يناير، بدأ رأي روسيا يتغير بعد تقرير قدمه مفتشو الأمم المتحدة في اليوم السابق، والذي أشار إلى أن العراق كان يتعاون على المستوى العملي مع المراقبين، ولكنه لم يظهر “قبولًا حقيقيًا” لضرورة نزع أسلحته.

إقرأ أيضا:ما معنى: الأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون أطفالا؟

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده لدعم الحرب التي تقودها الولايات المتحدة إذا لم تتغير الأمور، وإذا استمر العراق في عرض تردده في التعاون الكامل مع فرق التفتيش.

وفيما بعد، أكد بوتين معارضته للاستخدام العسكري للقوة ضد العراق وتدمير البنية التحتية العراقية، وذلك خلال لقاءاته مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في شهر فبراير عام 2003، قبل بضعة أسابيع من الغزو، وأعرب بوتين عن رفضه لما وصفه بـ “السياسة الثنائية” التي تسعى إلى حل النزاعات الدولية بالقوة العسكرية.

علاقات العراق مع روسيا

خلال الحرب الباردة، كان العراق والاتحاد السوفيتي (الذي كان يمثل روسيا اليوم) يتعاونان في بعض الأحيان، ولكنهم لم يكونوا حلفاء رسميين. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 ونهاية الحرب الباردة، تحولت العلاقات الروسية العراقية إلى علاقات تجارية واقتصادية بشكل رئيسي.

وقد كانت هناك بعض الاتهامات بأن العراق كان يتعامل مع روسيا بشأن برامج أسلحة الدمار الشامل، ولكن لا يوجد دليل قاطع على أن العراق كان حليفًا لروسيا.

وفي النهاية، يمكن القول إن العلاقات العراقية الروسية كانت تعتمد بشكل أساسي على العلاقات التجارية والاقتصادية، ولم تكن علاقات عسكرية متحالفة رسمية.

أجرت روسيا عدة محاولات دبلوماسية لإيجاد حل سلمي للأزمة في العراق، بما في ذلك عرضها على الحكومة العراقية لتدمير أسلحتها الكيميائية والبيولوجية والصاروخية في عام 2003 قبل بدء الحرب، وقد عارض العرب الغالبية العظمى منهم الحرب في العراق، وشهدت العديد من الدول العربية احتجاجات حاشدة ضد الحرب والهجمات العسكرية الأمريكية على العراق.

إقرأ أيضا:لهذه الأسباب السعودية تدعم أوكرانيا وتصفع روسيا

وعلى الرغم من ذلك، لم تكن هناك توقعات كبيرة بأن تتدخل روسيا بشكل مباشر لمنع الحرب في العراق، خاصة وأنها لم تكن حليفاً للعراق في ذلك الوقت ولم يكن لديها قدرة على منع الهجوم الأمريكي بمفردها.

موقف الصين من غزو العراق 2003

كان موقف الصين من غزو العراق في عام 2003 هو الرفض الشديد للاستخدام القوة العسكرية لحل النزاعات الدولية، وأعربت الحكومة الصينية في ذلك الوقت عن قلقها إزاء التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، ودعت إلى حل سلمي للنزاعات الدولية والحفاظ على الاستقرار الإقليمي والدولي.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في ذلك الوقت أن “الصين تعارض بشدة الحرب وتؤمن بأن القضايا الدولية يجب أن تحل بالحوار والتفاوض ووسائل أخرى سلمية”. وأكدت الحكومة الصينية على أنه يجب على المجتمع الدولي العمل بشكل مشترك لتحقيق السلام الدائم والاستقرار في العالم.

إقرأ أيضا:من الوباء إلى أزمات الغذاء والطاقة: انهيار الحضارة أمر سهل

وعلاوة على ذلك، اعتبرت الصين أن الحرب في العراق زادت من التوترات الدولية وزعزعت الاستقرار الإقليمي، وأنها لم تكن تدعم الحرب في أي شكل من الأشكال. وفيما بعد، عملت الحكومة الصينية على دعم الجهود الدولية لإعادة إعمار العراق وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

إقرأ أيضا:

العلاقات الهندية الأمريكية: تحالف لمواجهة الصين

أعداء الديمقراطية والعلمانية في الهند وإسرائيل والعالم العربي والإسلامي

أعداء الصين: اليابان الفلبين فيتنام الهند تايوان أستراليا

سيتمكن الهندوس من غزو مكة في عصر الهند العظمى

مشروع ممر الهند بمشاركة إسرائيل وايران والعرب وروسيا برعاية أمريكية

تحالف الإمارات والهند وإسرائيل برعاية أمريكية

اندلاع الحرب بين الصين والهند مسألة وقت فحسب

السابق
اليوم الثالث لها في البورصة: سناب شات خسرت 5 مليار دولار وقد تخسر المزيد من قيمتها مستقبلا!
التالي
تقارير إسرائيلية تتحدث عن حقيقة نوايا نتنياهو في لبنان وغزة