من النظريات التي يروج لها بعض منظري نظريات المؤامرة، نجد نظرية تؤكد أن تسامح الحكومات مع المثلية الجنسية يخدم نظرية المليار الذهبي أو خفض عدد السكان.
وقد اطلعت على مقالات عديدة تتبنى هذا الادعاء، في وقت تعترف فيه المزيد من الحكومات حول العالم وبداية من الغرب بزواج المثليين وأيضا الحمل والإنجاب في اطار عائلة مثلية.
والسؤال الذي سنجيب عنه في هذه المقالة هو هل التسامح مع المثلية الجنسية خطة دولية لخفض عدد السكان؟ لماذا الأمم المتحدة تريد دفع الحكومات للتطبيع مع المثليين؟
لا يوجد دليل علمي على صحة ترابط المثلية مع خفض عدد السكان
لا، لا يوجد دليل علمي يدعم فكرة أن تشجيع المثلية الجنسية سيؤدي إلى انخفاض عدد السكان. السكان يتأثرون بعدة عوامل، بما في ذلك العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والديموغرافية. وبشكل عام، يزيد النمو السكاني عندما يكون هناك زيادة في معدلات الولادات والأمومة، وليس بسبب توجهات الجنسية للأفراد.
وبالنسبة للمثلية الجنسية، فإن الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص المثليين جنسياً يمكن أن ينجبوا أطفالاً بشكل طبيعي من خلال الإخصاب الصناعي أو الاستخدام المشترك للحيوانات المنوية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص المثليين جنسياً بشكل عام ليسوا أقل مرتبطين بالأسرة أو أقل عرضة لترك الأطفال من الأشخاص المغايرين.
تزدهر في عصرنا الحالي عمليات تأجير الأرحام والتي تعتبر روسيا وأوكرانيا رائدتين فيها، من حيث تسامهما مع النشاط التجاري، ويلجأ المثليين عادة إلى تلك الخدمات للحصول على ابن يكون فعلا ابن أحد الطرفين مع أم بديلة، وهذا ما يحدث في زواج الرجل برجل آخر، حيث يستعينان بامرأة في هذه العملية وهي تحصل على مقابل مالي جيد مقابل تلك الخدمة.
إقرأ أيضا:كيف ساهم رجال الدين والإسلام السياسي في ازدهار الإلحاد؟مع تشريع زواج المثليين يمكن للمزيد منهم بناء عائلات
ما دامت المثلية الجنسية من الأمور الممنوعة، والزواج المثلي غير قانوني، فإن النتيجة هي بقاء تلك العلاقات العاطفية والجنسية في السر، واستمرار نشاط المجتمع المثلي في سرية، وهذا ما يحدث عادة في كل دول العالم، ومع قيام الغرب بمكافحة التمييز معهم ينتقل المزيد من هؤلاء من النشاط السري إلى العلني والزواج وبناء عائلة مثلية.
توجد بعض الدراسات التي تشير إلى أن تشجيع المثلية الجنسية يمكن أن يكون له بعض التأثيرات الاقتصادية الإيجابية، وهذا ما يهم الشركات والاعمال التجارية التي تعلن كل عام عن تضامنها مع مجتمع المثليين.
حتى تاريخ المثليين العرب والمسلمين في عصور الدولة الإسلامية سواء الأموية أو العباسية، كان معروفا أن هؤلاء ينفقون ببذخ على الهدايا والمنتجات الترفيهية، وهو أمر لم يتغير باختلاف الأزمان والحضارات التي عاشوا فيها.
تتناقض مكافحة تراجع الخصوبة مع نظرية المؤامرة
تواجه الحكومات في مختلف دول العالم تراجعا مخيفا للخصوبة منذ سنوات، حتى في جنوب شرق آسيا هناك جهود من الدول المختلفة لتشجيع الناس على الإنجاب.
تراجع الخصوبة ينذر بمستقبل مرعب لصناديق التقاعد والشركات والعلامات التجارية التي تحتاج إلى استمرار ارتفاع المواليد، وبالتالي دافعي الضرائب والمستهلكين والمنتجين والمنتسبين في صناديق التقاعد.
الحكومات في أوروبا تكافح تراجع الخصوبة وفي ذات الوقت هي نفسها التي تتسامح مع مجتمع المثلية، كيف لها أن تدعم أمرا يتنافى مع جهودها لتحقيق هدف آخر مهم؟
إقرأ أيضا:أهمية تدريس الثقافة الجنسية وأهداف هذه التربية التعليميةالمثلية الجنسية في صالح الحسابات الإقتصادية
يعتقد بعض الاقتصاديين أن المثليين والمثليات الجنسيين ينفقون بشكل أكبر على السفر والترفيه والثقافة والأزياء، وبالتالي يمكن أن يكون لهم تأثير اقتصادي إيجابي على هذه الصناعات (المصدر: Nielsen)
تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص المثليين والمثليات الجنسيين يمكن أن يكونوا أكثر إنتاجية في العمل، نظرًا لأنهم غالبًا ما يواجهون تحديات اجتماعية ونفسية أكبر ويتمتعون بقدرات تكيف أعلى (المصدر: Boise State University)
في بعض البلدان، يتم منح المثليين والمثليات الجنسيين مزايا ضريبية وفوائد اجتماعية مثل الزواج والتأمين الصحي والتقاعد، والتي يمكن أن تؤدي إلى تحسين دخلهم وتعزيز قدرتهم على الإنفاق.
إقرأ أيضا:فوائد لعبة الشطرنج للكبار والأطفاليمكن للدول التي تشجع على المساواة لجميع المواطنين، بما في ذلك المثليين والمثليات الجنسيين، أن تحسن صورتها في العالم وتجذب السياح والمستثمرين والعمال المهرة
إقرأ أيضا:
ما الغاية من تدريس المثلية الجنسية للأطفال في المدارس؟
هل بلاك بينك يدعمون المثلية الجنسية؟
تكفير المثليين المسلمين وتشجيعهم على الإلحاد
صديق مستر بيست MrBeast الذي تحول من رجل إلى امرأة
روسيا المنافقة رائدة في تأجير الرحم لصالح المثليين
حقيقة شارة حب واحد OneLove التي تم حصرها في المثلية
احصائيات وأرقام مهمة حول عدد المثليين في العالم
لماذا تدعم الشركات والأندية الكروية المثلية ومجتمع الميم؟
