حرب عالمية على حجب الإعلانات الذي يتمدد
تستمر الحرب على تطبيقات وأدوات حجب الإعلانات التي تعد شريان الحياة بالنسبة لخدمات الإنترنت بدءا من محركات البحث نحو الشبكات الإجتماعية انتقالا نحو المواقع الإخبارية ومواقع المحتوى وانتهاء بالتطبيقات والألعاب وهي كلها محتويات يعتمد فيها أصحابها والناشرين على تحقيق العائد المادي الذي يسمح لهم باستمرار الاستثمار في صناعة المحتوى وتقديم خدماتهم.
وفي ذات الوقت تستمر تلك التطبيقات والأدوات في الإنتشار وهناك اقبال جيد عليها ستظهر نتائجه السيئة في المستقبل المنظور على الويب، اذا استمرت بهذه الوثيرة القوية خصوصا وأن استخدام هذه الأدوات زاد على مدار 2016 بحوالي 30%.
حاليا هناك 600 مليون مستخدم للهواتف الذكية والحواسيب التي تتضمن تطبيقات حجب الإعلانات، ونتحدث عن 11% من مستخدمي الإنترنت لا تظهر لهم هذه المحتويات ومستمرين في استخدام الخدمات المجانية دون أن يستفيد منهم الناشرين والمعلنين أي شيء.
وهذه النسبة في تزايد مضطرد ويمكن أن يصل إلى 20 في المئة في غضون أشهر قليلة اذا استمر النمو بهذه القوة.
البيانات الجديدة صادمة إلى حد ما ويفترض أن تكون محزنة بالنسبة للناشرين والمعلنين على حد سواء، فالناشر تقل فرصه في توليد المزيد من العائدات بسبب هذه البرمجيات فيما المعلن يعاني من ارتفاع تكاليف الإعلان لكون الوصول إلى الشريحة المطلوبة عملية تتعقد باستمرار في ظل انتشار آد بلوك وأخواته.
إقرأ أيضا:الذكاء الإصطناعي سيتخلص من رجال الدين
-
انتشار قوي لتطبيقات حجب الإعلانات في الدول النامية
90% من عمليات حجب الإعلانات تتم الآن من الدول النامية حيث لا يتم محاربة هذه الإضافات وتوعية الناس بفوائد الإعلانات اجمالا وضرورتها في مشهد تصفح الإنترنت.
هذا الإنتشار يأتي مدعوما من طرف الناشرين أصحاب المدونات التقنية والمواقع المتخصصة في التطبيقات ممن ينشرون هذه المزايا والتطبيقات وينشرون شروحات التعامل معها واستخدامها وتفعيلها، فيما هم أكبر المتضررين من تلك المقالات والأخبار اجمالا.
أيضا يحدث هذا الإنتشار بفعل مشاهير فيس بوك المتخصصين في التسويق وعلوم الحاسب، ممن ينشرون من وقت لآخر نصائح للتعامل الجيد مع الهواتف الذكية والحواسيب وينصحون بتنزيل هذه الإضافات فيما عدد منهم يستخدم إعلانات فيس بوك لزيادة شعبيته أو يمكن أن يكون مسوقا للعمولة يستخدم المنصات الإعلانية لتحقيق التحويلات وهو لا يدري أن تزايد تكلفة النقرات سنويا ليس بسبب المنافسة فقط بل أيضا بسبب عجز هذه المنصات في تخطي تطبيقات حجب الإعلانات.
-
عمليات الحجب على الحواسيب أغلبها من أمريكا الشمالية وأوروبا
فيما تتنامى تطبيقات حجب الإعلانات بشكل عام، وفي الهواتف الذكية بشكل متسارع في الدول النامية فإن الأسواق الرئيسية للحواسيب ونتحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا تشهد تمددا لإضافات حجب الإعلانات على هذه الأجهزة.
إقرأ أيضا:أزمة شركة دبليو دبليو إي WWE واستحواذ أمازون أو آبل عليها236 مليون حاسوب في الدول المتقدمة تستخدم اضافات وتطبيقات حجب الإعلانات، أي أن هذا الكم من الحواسيب لا تظهر عليها الإعلانات ولا يصل إليها المعلنين، ولك أن تتصور حجم الخسائر والفرص الضائعة بسبب هذا الكم من الحواسيب التي لا تظهر عليها الإعلانات وهذا بالنسبة للناشرين والمعلنين.
-
حرب ضروس من المواقع الأمريكية والعالمية بالدرجة الأولى
رأينا العشرات من الصحف الأمريكية والمواقع الإلكترونية ومنها نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، فوربس وقائمة كبيرة من المواقع التي تمنع استخدام هذه الإضافات أو قامت بإحداث الاشتراك المدفوع وهذا في ظل اجراءات منها للحد من انتشار هذه الإضافات والتقنيات بين قرائها.
فيس بوك خلال أغسطس الماضي أقدم على جعل الإعلانات تتجاوز إضافات حجب الدعايات، ليتفاجأ خلال ساعات بقيام المطورين لتلك الإضافات بتجاوز التعديلات الجديدة.
الشركة الأمريكية لديها احصائيات تؤكد أن نسبة جيدة من المستخدمين لديها يستخدمون تلك الإضافات وتعرف أن ذلك ما يهدد عائداتها واستمراريتها.
من جهة أخرى فإن جوجل قد قام بتجارب لتجاوز حجب الإعلانات على يوتيوب خلال العام الماضي، ولا نعرف إن كان سيعتمد تلك التحسينات أم لا، لكن الشركة أكدت أنها تعمل على جعل الإعلانات أقل استهلاكا للبيانات وهي ستعمل أيضا على جعلها أسرع وذات جودة أفضل هذا العام.
إقرأ أيضا:أزمات ومشاكل بعد استحواذ إيلون ماسك على تويترأيضا رأينا المواقع الإلكترونية في ألمانيا والسويد والعديد من البلدان الأخرى تتحرك ضد هذه التقنيات وتندد بها، وهي تتعاون على ايجاد حلول لهذا الغزو.
-
صمت عربي والجهل عنوان بعض المواقع التقنية والفاعلين على الساحة المحلية
بالولوج إلى الويب العربي فقد رأينا أنه خلال الاشهر الأخيرة قد توقفت العديد من المواقع التقنية عن نشر الأخبار التقنية الخاصة بهذه الإضافات والتي تروج لها، وهذه نقطة ايجابية أحييهم عليها.
على الجهة الأخرى هناك مدونات ومواقع أخرى تستمر في تقديم الإضافات والتطبيقات التي تروج لمنع الإعلانات وتشجع القراء على تحميلها، رغم أنها تعرض هذه المحتويات التي تولد منها العائدات لتدفع التكاليف التشغيلية.
أغلبية الفاعلين على الساحة المحلية ممن يعقدون ورشات ريادة الأعمال والتسويق يتجاهلون هذا الموضوع ولا يعملون على ادانة هذا السلوك أو محاولة توعية المتابعين بخطورة انتشار حجب الإعلانات.
نهاية المقال:
20 في المئة من سكان اندونيسيا في الوقت الحالي يستخدمون هذه التقنيات التي تمنع الإعلانات على الهواتف الذكية والحواسيب، والأرقام التي تخص الدول الأخرى والمنطقة مقلقة، إذا كنت تظن أنك لن تتضرر من هذه القضية فأدعوك للتفكير جيدا والقراءة عن تداعيات تمدد حجب الإعلانات، وتذكر أن الكل متضرر وأولهم المستخدم والمعلن والناشرين الذين يتوجهون إلى المحتوى المدفوع للتعويض.