منذ قليل استحوذت Verizon على ياهو وهذه قراءة في الصفقة
وأخيرا كما المتوقع أعلن عن الصفقة التي طالما انتظرناها وهي استحواذ Verizon على ياهو، بعد اصرار الأولى على أن خدمات الثانية ستنضم إلى سلسلة خدماتها على الويب والتي حصلت عليها من الاستحواذ العام الماضي على AOL.
عام تقريبا يفصل ما بين استحواذ Verizon على عملاق الإنترنت AOL وقيامه بنفس الأمر مع امبراطورية ياهو التي لم يتبقى منها سوى بضع خدمات مهمة وهي خدمة البريد الإلكتروني والبوابة الإخبارية وتطبيقاتها على الموبايل إلى جانب تمبلر وأيضا فليكر.
كانت ياهو مترامية الأطراف وذات خدمات كثيرة ومنها مكتوب الذي استحوذت عليه منذ سنوات وجاءت ماريسا ماير لتعمل على سياسة اغلاق الخدمات التي لا تعود عليها بنتائج كثيرة والتي ترى أيضا أن تطويرها مضيعة للوقت وهو سبب أساسي في تراجع القيمة السوقية لأعمالها إلى جانب تراجعها في المنافسة عن جوجل وفيس بوك وخدمات الإنترنت التي تجاوزتها.
في هذا المقال سنتوقف عند قراءة مفصلة لاستحواذ Verizon على ياهو لنجيب عن بعض التساؤلات وأهمها لماذا استحوذت Verizon وكانت مصرة على هذه الصفقة التي كلفتها بالضبط 4.83 مليار دولار؟
- المنافسة في قطاع خدمات الإنترنت إلى جانب خدمات الإتصالات.
تقدم شركة Verizon خدمات الجوال والإتصالات وتزويد العملاء باتصال الإنترنت وهي من شركات الإتصالات التقليدية في الولايات المتحدة الأمريكية.
إقرأ أيضا:ما هي الحرب السيبرانية والقطاعات الرئيسية المستهدفة؟لكن مع التحديات التي تواجهها هذه الشركات وقطاع الإتصالات خصوصا من تطبيقات الدردشة المجانية قررت Verizon التركيز أيضا على خدمات الإنترنت.
ليس من خلال بناء مواقع ويب جديدة أو برمجة تطبيقات لتنافس بها في هذا القطاع لكن من خلال الاستحواذ عليها وهذا ما فعلته مع AOL التي تملك محرك بحث وخدمة بريد إلكتروني إلى جانب بوابة اخبارية ضخمة واستثمارات في المواقع التقنية والعالمية الإخبارية.
الآن من خلال الحصول على خدمات ياهو سيصبح لديها أيضا محرك بحث ياهو، وخدمة بريد إلكترونية أكبر وأيضا فليكر لمشاركة الصور ولا ننسى الشبكة الإجتماعية تمبلر وتطبيقات الدردشة والتواصل والأخبار التي تملكها.
- اسقاط جوجل من صدارة المواقع الأكثر زيارة في أمريكا
حسب احصائيات comScore لأكثر المواقع زيارة في أمريكا – نسخة فبراير 2016 – فقد جاء جوجل في المرتبة الأولى والذي يحصد شهريا 243 مليون زائر فريد لمواقعه ثم فيس بوك الذي يحظى بأكثر من 206 مليون زائر.
وجاءت ياهو في المرتبة الثالثة بزيارات فريدة وصلت إلى 204 مليون زائر، انتقالا إلى الرتبة السادسة هناك مواقع AOL التي حظيت بزيارات فريدة وصلت إلى 166 مليون زائر فريد.
وفي حالة تم الجمع ما بين زيارات AOL و ياهو فإنها ستصبح أكبر بنسبة 50 في المئة على جوجل الذي سيحتل المرتبة الثانية.
إقرأ أيضا:فيروس كورونا عقاب من الله وصناعة أمريكية ومؤامرة دولية!
- حصة أكبر من سوق الإعلانات الرقمية وتأثير أكبر
يقدر قطاع الإعلانات على الإنترنت بقيمة 187 مليار دولار وتسعى كل الشركات العاملة في هذا المجال للاستحواذ على أكبر حصة ممكنة منه.
بالنسبة لشركة Verizon فيه تركز على صناعة المحتوى والكسب من الإعلانات من خلال الاستحواذ العام الماضي على AOL ومن من خلال الاستحواذ أيضا على ياهو ينتظر أن تكسب الشركة حصة أكبر تصل إلى 4.4 في المئة متخطية مايكروسوفت التي تملك حصة 3.7 في المئة و تويتر صاحبة حصة 2.8 في المئة.
إقرأ أيضا:جوجل ستعود إلى الصين وهي مطيعة وبزي الشيوعية
- منافسة أقوى لاتصالات AT&T
الإتصالات الأمريكية AT&T هي الأخرى تحركت نحو قطاع التلفزيون من خلال الاستحواذ على DirecTV وأيضا Comcast، وقد اختارت Verizon الاستثمار في المحتوى الرقمي أيضا من خلال امتلاك بوابات اخبارية تعرض عليها قنوات الأخبار ولديها تأثير في صناعة المحتوى الاخباري وتغطية الأحداث المهمة.
شركات الإتصالات الذكية هذه الأيام تتوسع نحو المزيد من المجالات والصناعات لتتنافس بها وهذا بعيدا عن مجالاتها الأساسية سعيا منها لتنويع الايرادات وتحقيق المزيد من الأرباح.
نهاية المقال:
بالنسبة لشركة Verizon فإن هذه الإستحواذ على ياهو هو قرار صائب فعلا إذ لا يمكن المنافسة بقوة من خلال الاعتماد على خدمات AOL التي استحوذت عليها العام الماضي وهي بحاجة إلى خدمات العملاق الأمريكية الذي أصبحت خدماته من الآن فصاعدا ملكا للشركة الجديدة.