إنترنت

قراءة ايجابية لقرار جوجل تقليص الإعلانات في نتائج بحث الويب

قرار جيد لمنتجي المحتوى و المتخصصين في سيو

قررت جوجل خلال الساعات الماضية الإقدام على تغيير كبير و مهم بنتائج بحث الويب و لا يشمل المحمول، هذا القرار الذي جاء بعد أشهر طويلة من الإختبارات إعتمدته الشركة الأمريكية و لم يأتي من فراغ أو من تفكير سريع لبضعة أيام.

نتحدث هنا عن قرار تقليص عدد الإعلانات الظاهرة في نتائج بحث الويب و ذلك من خلال حذفها من الجهة اليمنى لصفحات النتائج و الإبقاء على 3 اعلانات أعلى النتائج الطبيعية “المجانية”، و في حالات الكلمات المفتاحية التي عليها منافسة كبيرة بين المعلنين ستكتفي الشركة بإضافة إعلان رابع بأعلى النتائج.

و من المعلوم أنه خلال العام المنصرم قفزت نسبة النتائج المدفوعة بشكل واضح لنسبة أكبر في نتائج البحث، و أصبحت تحتل مساحات كبيرة و في بعض النتائج تغطي بالكامل على النتائج المجانية و الباحثين عادة ما يضغطون عليها عوض تصفح النتائج الطبيعية، خصوصا و أن الإعلانات تظهر بعدد كبير في اعلى الصفحة و على الجانب الأيمن.

هذا القرار قد يكون محزنا للمعلنين الذين يستخدمون منصة Google AdWords لجلب المبيعات و التحويلات الفعالة، و هناك حالة من التشاؤم بين المعنيين إزاء هذه الخطوة، لكن نحن هنا نفكر بشكل ايجابي و ندعوا دائما لذلك، لذا ندعوك للترحيب بالتغيير و إتمام سطور هذا المقال لتعرف ما معنى خطوة جوجل في نظري الشخصي.

إقرأ أيضا:حقائق عن تطبيق تيك توك TikTok وسر انتشاره ونجاحه

 

  • النتائج المجانية و SEO بشكل عام يستعيد أهميته

ربما إذا قرأت مقال “النتائج المدفوعة و سيو لا يزال الأكبر” ستلاحظ أن محركات البحث خلال السنوات الأخيرة أصبحت تهتم أكثر بعرض النتائج المدفوعة و نسبتها أصبح أكبر و هي بالفعل تهدد أهمية تهيئة محركات البحث SEO.

حاليا مع التقليل من النتائج المدفوعة هذا سيؤثر إيجابا على الزيارات التي تستقبلها المواقع المتصدرة للنتائج المجانية، كما أن أهمية هذه الصناعة ستزداد عوض أن تموت بشكل تدريجي كما توقع البعض.

هذا يعني أن الاستثمارات في هذا المجال ستزداد و بصورة أكبر من المتوقع، خصوصا و أن الميزانيات التسويقية للمواقع أصبحت مؤخرا مجملها تذهب للإعلانات الممولة على نتائج البحث و مواقع الناشرين على الويب.

 

  • الجهة اليمنى من الصفحة خاصة لأشياء أخرى

الجهة اليمنى لن تبقى فارغة لكنها ستكون مخصصة لعنصرين من عناصر نتائج البحث الأول هو لوحة المعرفة Knowledge Panel المخصصة لعرض المعلومات الإضافية و السريعة عن ما يبحث الناس عنه، خصوصا الأفلام و المشاهير و الفنانين و الشخصيات و العلماء و الكتب و الدول و المدن … إلخ.

هذا عند البحث عن ما هو مشهور، و عند البحث عن العقارات و الملابس و المنتجات التي يمكنك شراؤها من المتاجر الإلكترونية سيظهر لك على الجهة اليمنى مربعات إعلانات PLA و التي تعرض المنتجات باسعارها و أسمائها و تتيح أيضا المقارنة بينها و الحصول على الأفضل من ناحية التسعير و التخفيض قبل الاقدام على الضغط عليها و توجيهك للمتجر المعلن عنه.

إقرأ أيضا:من مايكروسوفت إلى أمازون خدمة تخزين سحابي غير محدودة كذبة

 

  • ارتفاع قيمة الإعلانات على نتائج بحث جوجل و تحسين ديناميكية ظهورها

التقليل من الإعلانات التي ستظهر في نتائج البحث يعني بالطبع أن زيادة التكلفة للظهور ضمن النتائج الثلاثة بالنسبة للنتائج العادية أو ضمن الأربعة بالنسبة للنتائج التي عليها بحث كبير و منافسة قوية بين المعلنين.

نحن نعلم جيدا أن التقليل من الإعلانات في الصفحة الواحدة يزيد من قيمتها في الحقيقة، و يتوجب على المعلنين دفع المزيد لتستحق إعلاناتهم الظهور في تلك الصفحات.

هذه هي المعادلة التي تتجه إليها جوجل ما يعني أن السياسة الجديدة ستعود عليها بنتائج مالية أفضل، و بالنسبة للمعلنين الذين لا يستطيعون توفير تكلفة أكبر للضغطات سيتم عرض إعلاناتهم على مواقع الناشرين بما فيها المدونات و المجلات، و هذا لا يعني أن الايرادات من الضغطة في هذه المواقع ستقل هي الأخرى، ربما لن يحصل فرق كبير يلاحظه الجميع.

لكن ما نعرفه هو أن التقليل من عرض الإعلانات في نتائج البحث سيفرض على المعلنين الدفع اكثر للظهور بشكل أقوى أو الاستمرار مع الحصول على الزيارات المدفوعة من مواقع الناشرين بالدرجة الأولى.

و من المرتقب أن نلاحظ اختلاف الاعلانات مع كل نتيجة بحث على الكلمة المفتاحية نفسها، أي ما يعني أنها لن تظل ثابتة طيلة الحملة كما هو الأمر الآن، إلا بالنسبة للمواقع التي تنفق على الإعلانات في نتائج البحث الخاصة بها، و نقصد مثلا فيس بوك، عند البحث عنه ستظل النتيجة الإعلانية الأولى هي فيس بوك نفسه.

إقرأ أيضا:قصة المغربي الذي حقق 30 مليون دولار من IPTV ودخل إلى السجن

 

  • في صالح التسويق بالمحتوى

التقليل من الإعلانات في نتائج بحث جوجل يعني التركيز أكثر من المتاجر و الشركات على الاستثمار في صناعة المحتوى و شراءه لمدوناتها و مواقعها الخاصة من أجل جلب الزيارات و المبيعات أكثر و بتكلفة أقل من الإعلانات نفسها على المدى البعيد.

هذا لا يعني أنها بالضرورة ستقلل من الانفاق على الاعلانات و لكنها بعد هذه الخطوة ستعطي اهتماما جيدا للتسويق بالمحتوى و ذلك من خلال تطوير مدوناتها و زيادة المحتوى و التركيز على تقديم القيمة من خلاله للزوار من أجل تصدر نتائج البحث المجانية المتعلقة بمجالها و الحصول على زيارات أكبر و تحويلات مستمرة.

 

نهاية المقال:

خطوة جوجل في التقليل من الإعلانات على نتائج البحث لنسخة الويب تصب في صالح صناعة SEO و النتائج المجانية التي ستستقبل زيارات أكبر، فيما يؤكد هذا الأمر على أن التسويق بالمحتوى يعد الحل الأفضل بالنسبة للمتاجر و الشركات التي تريد الحصول على المزيد من المبيعات من خلال تصدر نتائج بحث جوجل إلى جانب الحفاظ على الانفاق لتصدر النتائج المدفوعة.

السابق
اسباب الحمل الضعيف وطرق علاجه
التالي
ماغنوس كارلسن: من التفوق في الشطرنج إلى بطولات البوكر