علوم

حصار الجزائر وعزلها في حال رفضها الصلح مع المغرب

لا تزال السعودية والإمارات ومصر تحاول اقناع الجزائر بالتراجع عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، في ظل التسوية الشاملة التي تستوجب انهاء كافة الخلافات العربية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والصراع السني الشيعي.

مع تقدم الإتفاق الإيراني السعودي، والصلح بين تركيا والدول العربية، والعمل على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، واتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، لا تزال الجزائر تعيش في عصر ما قبل أغسطس 2020 وتتصرف خارجيا بناء على ذلك.

تعرف جيدا الدول العربية بقيادة الخليج العربي ومصر أن المغرب ليس المبادر إلى قطع العلاقات مع الجزائر بل لطالما مد يد العون والحوار مع جارته الشرقية، غير أن الأخيرة غاضبة من تقدم الإعتراف الدولي بالصحراء المغربية وتحاول تبرير موقفها المغلف بالحقد بأنها المظلومة وأنها مهددة من المملكة المغربية.

تاريخيا لطالما كانت الجزائر الداعم الأكبر لاستقلال الصحراء عن المغرب وظهور دويلة جديدة في المنطقة، ولطالما أكدت أن ذلك ينطلق من دفاعها عن استقلال الشعوب رغن أنها ترفض استقلال القبائل الإنفصالية، ولا تدعم استقلال كتالونيا ولا استقلال كردستان عن العراق وسوريا وايران، ولا أيضا استقلال هونج كونج أو تايوان عن الصين.

وينطلق هذا الدعم من رغبة الجيش الجزائري في أن يكون الأكبر والأقوى في المنطقة ولن يتسامح مع قوى أخرى بشمال أفريقيا.

غير أن المغرب وبالرغم من كونه أصغر من حيث المساحة نجح في التفوق بمجالات كثيرة ومنها الإنتاج الفلاحي والقطاع السياحي والصناعة وأيضا قطاع البنوك والخدمات وأسواق المال، وهو ما يزيد من الحقد الجزائري.

إقرأ أيضا:موقف الإسلام والمسيحية واليهودية من الذكاء الإصطناعي

تخشى أيضا الجزائر ما تسميه الأطماع التوسعية للمملكة، حيث تعتقد أنه بعد الإعتراف الدولي بمغربية الصحراء ستطالب الرباط بالصحراء الشرقية، لذا فهي تفضل بقاء ورقة الصراع حول الصحراء الغربية مستمرا كي لا يفتح ملف الصحراء الشرقية.

لكن في النهاية هذه مجرد شكوك وأهواء وحقد دفين لا تبنى عليه سياسات الدول الخارجية، ومن مصلحة الجزائر في نهاية المطاف أن لا تنفصل الصحراء عن المغرب لأن حدوث ذلك سيفتح الباب لاستقلال القبائل وموجة من المطالبات الإنفصالية داخل التراب الجزائري.

أصبحت حركة استقلال القبائل التي تتخذ من العاصمة الفرنسية مقرا لها، مصدر صداع للقيادة الجزائرية، سيتزايد صداه وقوته في حال استقلال الصحراء المغربية، لكن الحقد أعمى ويعمي أهله، لذا فإن الجزائر تجهل عواقب الطريق الذي تسير فيه.

وتتجه الأنظار إلى مؤتمر القمة العربية في السعودية خلال مايو 2023، وهي المناسبة التي قد تشهد عودة سوريا إلى الجامعة العربية والعمل مع دمشق على حل الخلافات العربية السورية، لكن الرياض تريد أيضا أن تكون هذه المناسبة من أجل انهاء القطيعة الجزائرية ضد المغرب.

ويبدو أنه لا يوجد تقدم في الاتصالات المصرية مع الجزائر أو المبادرات الخليجية المقترحة من أبوظبي والرياض لحل هذه المشكلة وذلك بسبب تعنت الجزائر، لهذا لاحظنا انتقادات متصاعدة للسياسة الخليجية في المنابر الإعلامية الخليجية.

إقرأ أيضا:الإسلام مرض عقلي تحاربه الصين بقيادة شي جين بينغ

وأبرزها مقالة “علة النظام الجزائري.. ضعف النباهة المكتسبة” التي نشرتها صحيفة العرب التابعة للإمارات العربية المتحدة، هذه المقالة التي كتبها الكاتب المغربي طالع السعود الأطلسي تعري السياسة الخارجية الجزائرية القائمة على الحقد اتجاه المغرب والتي تتجاهل تماما ما يجير حوله من مبادرات صلح وعودة العلاقات بين الدول المتخاصمة.

وإذا كانت السعودية قد توصلت إلى اتفاق مع ايران، وبدأت الدول الخليجية ومصر تجاوز خلافاتها مع تركيا، فما بالك بدولتين مغاربيتين عربيتين يجمعهما أكثر مما يفرقهما؟

يفترض الخبراء أن حل الخلاف بين البلدين لن يكون صعبا شرط أن لا تكون الجزائر رافضة لفكرة الصلح وتسوية الخلافات وهو ما تفعله حاليا برفض المبادرات المطروحة.

بالتوازي مع هذه المقالة انتشرت في الأيام الماضية تغريدة نشرها باحث سعودي يؤكد فيها أن المليون شهيد وهو لقب الجزائر مجرد أكذوبة.

وقال ماجد مزعل في تغريدة، “لاتوجد مقبرة مليونية في الجزائر بلد المليون شهيد كذبة لاستعطاف الشعوب لا اكثر ، يضعون صور جماجم في صندوق ويقولون هذا مليون !! عقولنا ليست حلاوة نسألكم اين هي مقبرة المليون شهيد ياكذابين، ان كنتم تحرقون الجثث مثل الهندوس هنا نصدق”.

وقد هاجمت حسابات سعودية الجزائر فيما ردت الحسابات الجزائرية بالسب والتخوين، وشككت في دوافع تلك التغريدات في هذا التوقيت.

إقرأ أيضا:مخاوف ايران من ممر زنغزور الذي تدعمه روسيا والناتو

من المؤكد أن صناع القرار في الخليج غاضبون من الرفض الجزائري للصبح مع المغرب وهذا الغضب في تصاعد، وهناك اتفاق إقليمي على أن الجزائر هي التي تصعد وتتدخل في الشؤون المغربية، لذا في حال استمرار السياسة الخارجية الجزائرية على حالها بدون تغيير كي تواكب التطورات، فقد تجد هذه البلاد نفسها محاصرة ومعزولة.

إقرأ أيضا:

من وهران إلى عسقلان: صادرات الجزائر إلى إسرائيل المتنامية

التلفزيون الجزائري لا يعبر عن رأي شعب الجزائر الحر

سبب انهيار الدينار الجزائري في السوق السوداء ونتائجه

لماذا يكرهون السعودية والخليج والأنظمة الملكية في المغرب والأردن؟

إجراءات المغرب لمنع تكرار حرائق غابات الجزائر

لماذا تدعم الإمارات الديانة الإبراهيمية التوحيدية؟

السابق
هل يعود دوبيزل إلى المغرب لمنافسة أفيتو ؟
التالي
عملة دولة روسيا البيضاء بيلاروسيا