علوم

نظرية اغتيال محمد بن سلمان ولي العهد السعودي

في عهد الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان تغيرت السعودية، لم تعد المملكة بلدا يفضل مصالح الآخرين على مصلحته، بل وأصبح شعار السعودية أولا رمزا لهذه المرحلة من تاريخ هذا البلد العربي.

ومن خلال توجيه سياسات أوبك لتخدم مصالح المنتجين وعلى رأسها المملكة، ثم تقديمه شروطا من أجل التطبيع مع إسرائيل ورفضه حتى الآن الإنضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، ثم الخطوة المفاجئة التي تكمن في الصلح مع ايران والتي أقلقت حكومة إسرائيل، أصبح اغتيال محمد بن سلمان واردا بالنسبة للكثير من المحللين العرب.

يحذر هؤلاء الأمير الشاب من الإندفاع نحو مغامرات سياسية قد تؤدي إلى غضبة أمريكية وانقلاب في العلاقات الأمريكية السعودية.

ولاحظنا أن أغلب المحللين الذين ذهبوا إلى هذا الإتجاه هم من لبنان خصوصا من المحسوبين على المحور الإيراني في المنطقة، والذين يعتبرون أن تمرد محمد بن سلمان سيكون له ثمن وهو لا يرضي الولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول هؤلاء أن الصلح الإيراني السعودي لا يعني فقط انتصار السلام في المنطقة بل أيضا توجيه ضربة لاتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، وكذلك ادخال الصين لتلعب دورا مهما في الشرق الأوسط الذي يتضاءل فيه الدور الأمريكي لصالح بكين.

ويذكر هؤلاء ابن سلمان لأنه سيواجه المصير نفسه الذي واجهه عمه الملك فيصل في سبعينيات القرن الماضي، وهي حادثة تدور حولها الكثير من نظريات المؤامرة.

إقرأ أيضا:حقيقة أرطغرل وغاية تركيا من ابتكار هذه الشخصية

ومن أشهر هذه النظريات أن هذا الملك السعودي الذي تسبب في حصار الغرب والقوى الدولية من خلال قطع النفط، أغضب الأمريكيين وتم تكليف المخابرات الأمريكية باغتياله والحرص منذ ذلك الحين على أن يكون ملوك السعودية حلفاء للولايات المتحدة ويخدمون مصالحها في المنطقة.

وتشكل السياسات النفطية السعودية وأيضا علاقاتها مع الصين ومن ثم محاولتها كسر عزلة ايران من خلال الصلح معها والتسوية والإستثمار بها كلها خطوات تقلق بعض الأمريكيين والإسرائيليين الذين يعتقدون أن الأمير الشاب يعمل على صياغة سياسات بلاده دون اعتبار لمصالح الولايات المتحدة.

لكن الولايات المتحدة كانت على علم بالمحادثات السعودية الإيرانية وكانت تتابعها، لكنها لم تكن متأكدة من حدوث اختراق في العلاقات بين البلدين والتوصل إلى هذه التفاهمات.

ويقول هؤلاء أنه ليس من مصلحة إسرائيل حصول الصلح الإيراني العربي، لأنها تريد أن تدفع ومعها العرب إلى حرب كبرى في المنطقة لدك البرنامج النووي الإيراني.

ولا تريد إسرائيل أن تكون هناك أي قوة إقليمية لديها قنبلة نووية، وهذه من الخطوط الحمراء التي وضعتها، خصوصا وأن الكثير من السياسيين هناك يعتقدون أن دول المنطقة تريد القضاء على الشعب اليهودي.

ومن جهة أخرى يقال أيضا أنه من مصلحة أمريكا أن يستمر النزاع في الشرق الأوسط خصوصا الصراع الإيراني السعودي كي تواصل بيع الأسلحة للمملكة السعودية ودول الخليج العربي.

إقرأ أيضا:لا روسيا المهزومة ولا الصين المريضة ستنفع ايران ضد اسرائيل

تبدو هذه القراءات واردة، لكن الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة تدعم بقوة توجه الشرق الأوسط إلى السلام والتسوية الشاملة، كي تركز على الصين وجنوب شرق آسيا أكثر.

تريد واشنطن القضاء على الصراع العربي الإسرائيلي، وكذلك أن تعدل ايران من سياساتها الخارجية وتتخلى عن طموحاتها النووية العسكرية وهو ما تريده السعودية أيضا وتسعى إليه اليوم من خلال الدبلوماسية والقنوات السياسية مع طهران.

إقرأ أيضا:ما هي الأخلاق العلمانية وما مصدرها ومعايير تحديدها؟

من المؤكد أن الأمير السعودي محمد بن سلمان قائد سياسي جريء، وهو الذي سيقود بلاده إلى التطبيع مع إسرائيل وفق مصالح تخدم بلاده والقضية الفلسطينية أيضا.

إن انفتاح دول الشرق الأوسط على بعضها البعض وعودة العلاقات والسعي لتخطي الخلافات يصب في مصلحة الجميع، لكن المتطرفين من مختلف الجهات حذرون من هذه الخطوات ومتخوفون لأنهم يستفيدون من الوضع الفوضوي الحالي.

إقرأ أيضا:

التطبيع السعودي الإيراني الإسرائيلي يعزز رؤية 2030 الاقتصادية

ثورة ايران وتمرد الأبناء ضد الحجاب والحكم الديني

ماذا بعد انخفاض حصة النفط بنسبة 50٪ من دخل السعودية والشرق الأوسط؟

دليلك لفهم سياسة السعودية أولا وعقلية المملكة الليبرالية الجديدة

ما بعد البترودولار؟ السعودية إلى البترويوان بينما الإمارات إلى البتروروبية

لماذا لن تساعد السعودية مصر وغيرها مجانا ولماذا هي محقة؟

السابق
أفضل 6 منصات عالمية لبيع موقعك أو مدونتك الأجنبية الأن
التالي
كيف تجعل خدماتك على خمسات الأكثر ظهورا و بالتالي الأكثر مبيعا ؟