شكل الصلح السعودي الإيراني بعد انقطاع دام سبع سنوات صدمة للرأي العام في الشرق الأوسط والمنطقة، لكنها خطوة مهمة في مسألة التسوية الشاملة بالمنطقة المضطربة تاريخيا بالحروب والنزاعات.
لطالما كانت العلاقات بين القوتين السنية والشيعية الرئيسيتين في العالم متوترة، كان هذا صحيحًا في عهد الشاه الموالي للغرب واستمر في عهد حكومة رجال الدين المعادية للغرب.
لقد توسط العراق في اجتماعات متعددة بين الجانبين لأكثر من عامين، كانت عمان تتوسط بهدوء، واستغرقت الصين التي تعيد تأكيد نفوذها في المنطقة، أربعة أيام لتحقيق تجديد العلاقات.
إذا أدت استعادة السفراء فقط إلى تسهيل العلاقات بين اثنين من القوى الإقليمية ذات الثقل الكبير، فإن هذا يمثل ميزة إضافية، ولكن إذا أدى ذلك إلى إطلاق جهود لحل الخلافات المتعددة بين الرياض وطهران، فقد تكون هناك فوائد إقليمية كبيرة بالإضافة إلى إعادة توجيه المنطقة نفسها على الساحة العالمية.
فيما يتعلق بقضية خطة العمل الشاملة المشتركة، يمكن لكل من الرياض وطهران أن يدفعا إلى استئناف المفاوضات مع لاعبين إقليميين مضافين من أجل ممارسة الضغط على الولايات المتحدة لإعادة الانضمام إلى الصفقة والوفاء بالتزاماتها برفع العقوبات المرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة.
ستكون العودة إلى محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة موضع ترحيب في الوقت الذي أصبحت فيه إدارة بايدن التي تحفزها إسرائيل أكثر تشددًا تجاه إيران، وقد انضمت الإدارة إلى إسرائيل في بناء قضية للتدخل كما فعل جورج دبليو بوش قبل شن حربها غير القانونية والكارثية على العراق عام 2003.
إقرأ أيضا:موقف الإسلام والمسيحية واليهودية من الذكاء الإصطناعيهناك مخاوف جدية في الخليج من أن أي هجوم إسرائيلي أو إسرائيلي أمريكي على إيران قد يؤدي إلى انتقام إيراني من أعضاء مجلس التعاون الخليجي الذين تربطهم علاقات وثيقة بالولايات المتحدة.
وقد دفعهم ذلك إلى توسيع خياراتهم من خلال مغازلة الصين وروسيا، الإمارات العربية المتحدة هي الأخرى أعادت سفيرها إلى طهران العام الماضي.
كشفت وسائل إعلام أن البحرين وإيران أجريا محادثات بناء في الأشهر الأخيرة، بمجرد عودة السفير السعودي إلى طهران، ستكون البحرين الدولة الخليجية الوحيدة بدون سفير في إيران.
أعرب مستشار الأمن القومي السعودي، مسعد بن محمد البان، عن أمله في استمرار الحوار البناء بهدف تعزيز “الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”، وأثنى على الصين “لدورها الإيجابي” كوسيط.
ووصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاتفاق السعودي الإيراني على أنه “انتصار للحوار” وتعهد بأن تواصل بكين تبني دور إيجابي في التعامل مع النقاط الساخنة العالمية، وتعليقًا على انشغال الغرب التام بأوكرانيا، قال “العالم لا يقتصر فقط على قضية أوكرانيا”.
التقى يوم السبت مندوبون من الحكومة اليمنية التي ترعاها السعودية والمتمردين الحوثيين، الذين يتلقون المساعدات من إيران، في جنيف لتنفيذ اتفاق لتبادل الأسرى وتمديد وقف إطلاق النار الساري منذ أبريل نيسان.
منذ ديسمبر 2018، أجرى مبعوث الأمم المتحدة هانز جروندبرج محادثات بشأن اقتراح لم يتم تنفيذه بالكامل، في أبريل من العام الماضي دخل وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر حيز التنفيذ وصمد إلى حد كبير على الرغم من أنه لم يتم تجديده رسميًا.
إقرأ أيضا:لماذا يرفض جون سينا إنجاب الأطفال؟هناك توقعات بإمكانية إعادة وقف إطلاق النار منذ أن تم تخفيف الحصار عن الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون وتم التعهد بتقديم مساعدات إنسانية جديدة، تواصل عمان المحادثات بين الحوثيين والحكومة، بينما ركزت الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار.
من جهة أخرى تشير تقارير أن ايران وافقت على إيقاف تسليح الحوثيين، كشرط من شروط السعودية تطبيع العلاقات مع جارتها الشيعية.
رحب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالاتفاق السعودي الإيراني لكنه أعلن أنه لا ينبغي أن يكون له أي تأثير على السياسة الداخلية للبنان، وسبق لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن قال: “لبنان بحاجة إلى تقارب لبناني وليس تقارب إيراني سعودي، على لبنان أن يسعى إلى مصلحته وعلى السياسيين أن يضعوا المصلحة اللبنانية على أي مصلحة أخرى”.
من المحتمل أن نرى تصالح الرئيس السوري المدعوم من إيران بشار الأسد وروسيا، وكانت الإمارات قد قادت جهود إعادة العلاقات مع الأسد من خلال إعادة السفير الإماراتي إلى دمشق وتشجيع عمان والبحرين الحليفة للسعودية وغيرهما على أن تحذو حذوها.
دفعت الزلازل المميتة والمدمرة في 6 فبراير في سوريا وتركيا المملكة العربية السعودية إلى تقديم مساعدات إنسانية للضحايا السوريين وأشارت الرياض إلى أنه يمكن أن تستأنف العلاقات مع دمشق في نهاية المطاف.
يمكن أن يؤدي استئناف العلاقات بين الرياض وطهران أيضًا إلى تخفيف التوترات داخل العراق حيث تقوم الحكومة الجديدة، التي تهيمن عليها الأحزاب الشيعية الموالية لإيران، باستعراض عضلاتها دون حل مشاكل انعدام الأمن والبطالة ونقص المياه والطاقة التي يواجهها العراقيون، منذ حرب الولايات المتحدة عام 2003 واحتلالها لهذا البلد.
إقرأ أيضا:الجانب المظلم من ديمقراطية إسرائيلسيكون الإتفاق السعودي الإيراني محل اختبار في الأيام القادمة بعدد من هذه الملفات الشائكة والمعقدة، منها الصراع السني الشيعي الذي لا يزال مشتعلا.
إقرأ أيضا:
التطبيع السعودي الإيراني الإسرائيلي يعزز رؤية 2030 الاقتصادية
التطبيع بين السعودية وايران جزء من مشروع الديانة الإبراهيمية
مشروع الديانة الإبراهيمية ونهاية الصراعات الدينية الدموية
لماذا تدعم الإمارات الديانة الإبراهيمية التوحيدية؟
آية قرآنية تؤيد تأسيس البيت الإبراهيمي في الإمارات
كيف خسرت دول الخليج العربي اليمن لصالح الدمار؟
تصدير الغاز الإسرائيلي إلى لبنان والأردن ومصر وسوريا والعراق
دمج الإقتصاد والدبلوماسية الدينية في اتفاقيات ابراهيم
التطبيع خيانة شعار فارغ في زمن التسوية الشاملة
نهاية حروب الشرق الأوسط وحصار غزة
مشروع ممر الهند بمشاركة إسرائيل وايران والعرب وروسيا برعاية أمريكية
حظر المتاجرة بالدين وفلسطين ومأزق العدالة والتنمية المغربي
تحالف الإمارات والهند وإسرائيل برعاية أمريكية