تعاني الأم عادة قبل الإنجاب من الحمل والتغيرات المظهرية التي تحدث عليها، ثم تواجه اكتئاب ما بعد الولادة لفترة قد تكون طويلة أحيانا.
ويبدو أن الأب أيضا يعاني من تأثيرات مختلفة لقدوم الطفل إلى الحياة، حيث أكدت دراسة حديثة أن تقلص حجم دماغ الأب بعد الإنجاب.
وجد باحثون من معهد كارلوس الثالث الصحي في مدريد أن الآباء لأول مرة يفقدون نسبة أو اثنين من حجم القشرة بعد ولادة طفلهم، وبناء على ذلك يتقلص حجم الدماغ عند الأب بنسبة تصل إلى 2%.
في حين أن السبب وراء هذا التقلص غير معروف حتى الآن، إلا أن المناطق المتضررة بقوة من الدماغ هي المسؤولة عن الفهم والتواصل الاجتماعي، ومعالجة البيانات البصرية.
في الدراسة، استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم أدمغة 40 أبًا من جنسين مختلفين لأول مرة، وتم الاعتماد على مقارنة ما قبل الإنجاب وما بعده.
كان نصف الآباء مقيمين في إسبانيا، وشاركوا في فحوصات الدماغ قبل حمل شركائهم ثم مرة أخرى بعد بضعة أشهر من الولادة.
الدراسة المثيرة تفتح الباب للكثير من الأسئلة والاستنتاجات التي يمكن أن تكون صحيحة أو خاطئة في نهاية المطاف وللتعمق علميا في الإنجاب.
لا أحد ينكر معاناة الأمهات والآباء مع الإنجاب لكن لا يجب أن ننسى أن هذا الفعل قرار حر وتم باختيارهم وبناء عليه يجب عليهم تقبل تبعات ذلك على المدى القصير والمدى الطويل أيضا.
إقرأ أيضا:قنوات الرياضة السعودية SSC أفضل من بي ان سبورتس بحلول 2030ليس من السهل قدوم شخص جديد إلى هذه الحياة وهي رحلة صعبة للغاية، توقف عندها الفلاسفة والحكماء على مر التاريخ وأدركوا أن الأمر لا ينبغي ان يكون لعبة أو شيئا عاديا يحدث كل يوم.
هناك تفسير لانخفاض حجم النظام البصري لدى الآباء، حيث أكد الباحثون أنه: “قد تشير هذه النتائج إلى دور فريد للنظام البصري في مساعدة الآباء على التعرف على أطفالهم والاستجابة وفقًا لذلك، وهي فرضية تؤكدها الدراسات المستقبلية”.
تقدم هذه الدراسة بابا للباحثين من أجل اجراء المزيد من الأبحاث وفهم التغيرات وسببها الحقيقي الذي لا يزال مجهولا إلى يومنا هذا.
من الأسئلة التي تطرح علينا هل يستمر هذا الوضع أم يتعافى الدماغ بعد مدة من الإنجاب؟ والإجابة عنه يتطلب التحقق من أدمغة هؤلاء الآباء مجددا بعد عام أو عامين أو حتى أكثر.
لماذا رغم أن الحمل لا يحدث في جسد الأب يتأثر بذلك دماغيا وعقليا؟ هل لتحمل المسؤولية علاقة بذلك أو تغيرات التعامل مع الزوجة التي تمنح كل وقتها للطفل؟
هل يمكن اعتبار الإنجاب من الأمور غير المرغوبة من الناحية العقلية وهل يعني هذا أن العقل البشري يرفض الفكرة برمتها وأن الغريزة هي التي تدفع الإنسان لذلك؟
عادة عند اخضاع الإنجاب للعقل فإن قيمة هذا الفعل وأهميته تسقط وينظر المرء إلى العواقب أكثر لهذا الفعل عوض المكاسب المحتملة والتي تعد ضئيلة مقارنة بالمكسب المتوقع.
إقرأ أيضا:مصر وايران وأوكرانيا ضد روسيا والإمارات في حرب السودانمن المهم دراسة الإنجاب بشكل أعمق حيث العلم سيحسم في الكثير من الأمور المختلف حولها بين أنصار التوالد وبين اللاإنجابيين.
وفي النهاية يبقى التوالد قرارا متعلقا بصاحبه وشريكة حياته، وتبقى النصيحة الأفضل للآباء اليوم هو ضرورة تحملهم المسؤولية واتباع سياسات تربوية وتعليمية أفضل مع أبنائهم.
إقرأ أيضا:
علاقة الإنجاب مع الفقر ومتلازمة التوالد والبؤس
الإنجاب هو ظلم كبير في عصر التغير المناخي
كيف تحررت المرأة الصينية من الزواج والإنجاب بنجاح؟
إيلون ماسك يدافع عن الإنجاب من أجل استعمار المريخ
اليابان: الذكاء الإصطناعي وحل مشكلة انهيار الإنجاب
دور الذكاء الإصطناعي في التعليم