من الشائع بناء السدود وهذا من أجل الإستفادة من مياه الأنهار في تعزيز الفرشة المائية وكذلك توفير المياه الصالح للشرب ومياه الري بكميات جيدة.
في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها تم بناء 900 ألف سد، بمعدل سد جديد كل يوم منذ اعلان استقلال هذا البلد الذي يسعى للإستفادة من الموارد المائية الضخمة التي يتمتع بها.
وفي الدول المتقدمة ودول الشمال في الأرض هناك أنشطة كثيرة من أجل بناء السدود والإستفادة من مياه الأنهار وتقليل المياه التي يتم صبها في البحر، على العكس فإن وتيرة بناء السدود قليلة في دول الجنوب.
إليك عيوب بناء السدود وأضرارها على البيئة:
تآكل مساحة الأرض المحيطة بالسدود
عادة يتآكل حوالي 80٪ من مساحة الأرض المحيطة بالسدود، مما يؤدي إلى تصريف أطنان من الطمي في الأنهار كل عام، وتغمر السدود على السهول وتقضي على الغطاء النباتي والتربة مما يؤدي إلى تحللها التدريجي.
كما أن السدود معرضة للإنهيار في حال حصول فيضانات وتعرضت لتدفق مائي هائل ومفاجئ في ظل تطرف المناخ العالمي الحالي.
الكثير من الأراضي الزراعية أو الأراضي المجاورة تختفي مع تزايد تدفق المياه وانحسارها في السد، كما أن عدد من السدود تسببت في اضطرابات خطيرة بتدفق المياه وتغيير مجرى النهر أو خروجه عن النطاق المعتاد عند حدوث فيضانات.
إقرأ أيضا:اليمين القومي الشعبوي عدو العروبة وخصم الإسلامانقراض عدد من الأسماك والكائنات الحية
عيب آخر للسد هو تأثيره على البيئة المحلية، يؤدي الخزان الذي تنشئه السدود إلى انقراض العديد من أنواع الأسماك والكائنات الحية الأخرى.
تؤثر السدود الكبيرة على التدفق الطبيعي للأنهار وبالتالي على عيش الأسماك التي تتطلب عادة الإنتقال السلس والعيش على مساحة كبيرة بشكل طبيعي.
عندما تتضاءل المياه في النهر أو السد تموت الكثير من الأسماك خصوصا وأنها بحاجة إلى تجدد للمياه وتحركها بشكل مستمر.
التكاليف الكبيرة لبناء السدود الضخمة
تتطلب السدود الكبيرة أيضًا وقتًا طويلاً بشكل غير عادي للبناء، مما يجعلها غير فعالة في التخفيف من النقص الحاد في الطاقة.
من جهة أخرى تتطلب المشاريع الكبيرة عادة قطع العديد من الأشجار وإتلاف الكثير من الأراضي، مما يزيد من الأضرار التي تلحق بالبيئة.
بناء السدود صناعة ضخمة لها آثار على سياسة الطاقة وحماية البيئة والتنمية الاقتصادية، افتتح أكبر سد في العالم، على بحيرة إيتايبو في البرازيل، في عام 1989 ؛ تشمل السدود الكبيرة الأخرى سد أودايبا في اليابان ومنتجع ومنتزه فلامينجو المائي في نيفادا.
بشكل عام، تعتبر السدود الكبيرة أغلى من السدود الصغيرة لأنها تتطلب تخطيطًا أكثر تفصيلاً ولها تأثير أكبر على البيئة المحيطة.
يمكن أن تؤثر أيضًا على المزيد من الأشخاص نظرًا لأنها تميل إلى البناء بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان.
إقرأ أيضا:كل شيء عن أزمة بالونات التجسس الصينية وهجوم الأطباق الطائرةلماذا هناك معارضة لبناء السدود؟
هناك عدة أسباب تجعل الناس يرفضون بناء السدود، منها أن الكثير من الأراضي المنخفضة ستختفي وتصبح جزءا من مساحة السد، كما أن الغطاء النباتي يتضرر بسبب غمر المياه للمزيد من المساحة الغابوية المحيطة به.
أيضا لا تستعيد السدود النظم البيئية لأنها تزيل بحيرات أو أنهارًا بأكملها بالإضافة إلى تجمعات الأسماك فيها، قد تفيض المياه وتدمر المحاصيل المحيطة خلال موسم الأمطار.
من جهة أخرى فإن المجتمعات المحلية التي تعيش بالقرب من السدود تعاني من الأمراض والنتائج الكارثية لتلك المشاريع لذا فهي أكثر معارضة لتلك المشاريع.
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 15 مليار دولار تُفقد كل عام بسبب الفيضانات التي تسببها السدود الفاشلة، فمن المعلوم أن كل السدود ليست على جودة عالية كما أن تقادمها يزيد من مخاطر انهيارها بسبب تراكم الرواسب والتراب بجوفها.
إقرأ أيضا:لماذا تدعم ايرلندا انشاء دولة فلسطين وتعادي اسرائيل؟من جهة أخرى فإن بناء السدود يمكن أن يضر مجرى النهر وتدفق المياه نحو مناطق أخرى، وبالتالي تتضرر تلك المناطق التي يمر بها النهر بسبب تراجع مجرى النهر فيها، ويصبح هذا أكثر خطورة إذا كانت تلك المناطق محسوبة على دولة جارة.
إقرأ أيضا:
قائمة الدول العربية التي تعاني من الفقر المائي
من سياسة بناء السدود إلى تحلية مياه البحر في المغرب
قائمة المدن المهددة بالعطش في المغرب والحلول المتاحة
أسباب أزمة العطش وندرة المياه التي تجتاح دول العالم
هل يزداد الإحترار العالمي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟
هل انهيار سد النهضة وارد؟ ماذا عن انهيار سد أسوان العالي؟