هدف بيل غيتس في ميزان توقعات 2022 للعالم

يركز بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت والملياردير الأمريكي الكبير على الرعاية الصحية ومكافحة الفقر والأوبئة وتوفير تعليم جيد للجميع، وهي أمور خيرية يركز عليها في آخر حياته.

ويريد الملياردير الأمريكي أن يكون وباء كورونا هو آخر وباء كبير يعيشه عالمنا المعاصر، ومن الأفضل أن تتصرف البشرية بشكل أفضل مع الأوبئة والفيروسات القادمة.

تاريخ البشرية مليء بالأوبئة التي حصدت أرواح الملايين من الناس، ويمكنها أن تتكرر مجددا، وبينما يراهن البعض على أن وباء كورونا هو الأخير خلال القرن الحالي، إلا أن التغير المناخي والإضطرابات التي تسبب فيها الإنسان لن تأتي بالخير.

جهود بيل غيتس لجعل العالم أفضل

كتب غيتس: “لا يمكننا تحمل تكرار معاناة العامين الماضيين”، “كان للعالم فرصة للاستثمار في الأدوات والأنظمة التي كان من الممكن أن تمنع جائحة Covid-19 ولم نستغلها”.

ولمح جيتس إلى أن الموضوع سيكون موضوع كتابه القادم المقرر نشره العام المقبل، في غضون ذلك كتب أن الاستثمار في البحث والتطوير الطبي هو مكان ذكي للبدء: “العديد من المشاريع الطبية البارزة في العالم، التي أوقفها كورونا مؤقتًا، يمكن أن تتسارع مرة أخرى في المستقبل القريب”.

وأشار في أحد الأمثلة إلى أن مؤسسة بيل وميليندا جيتس ساعدت في تمويل تجربة المرحلة الثالثة من عقار إيسلاترافير، وهو دواء وقائي لفيروس نقص المناعة البشرية في أفريقيا.

إقرأ أيضا:خطر الشعبوية اليسارية والإسلام السياسي في حرب غزة

توفر علاجات حبوب منع الحمل الحالية حماية موثوقة ولكن يجب تناولها على فترات متكررة أو مخططة بطريقة أخرى.

وأشار جيتس إلى أن العلاج الجديد وهو أيضًا حبوب منع الحمل، سيحتاج فقط إلى تناوله مرة واحدة شهريًا وكانت النتائج الأولى للتجربة التي صدرت هذا الصيف واعدة.

كما تبرع جيتس وزوجته السابقة ميليندا فرينش جيتس بمليارات الدولارات لمنظمات صحية مختلفة، وفي مقال نُشر في وول ستريت جورنال عام 2019، قال الزوجان إنهما قد تبرعا بما يصل إلى 10 مليارات دولار لمنظمات مثل الصندوق العالمي والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال و Gavi، تحالف اللقاحات (GAVI) على مدار العقدين الماضيين.

كتب غيتس في مدونته، أن بعض إنجازات هذا العام تظهر أن العالم قد يكون قادرًا حقًا على إنهاء جائحة كوفيد وكبح انتشاره التالي، وبمشاركة الحكومات والمنظمات غير الربحية التي تكافح تغير المناخ معًا.

توقعات 2022 للعالم: انعدام الثقة في الحكومات والمؤسسات

لكنه أشار إلى أن انعدام الثقة العالمي المتزايد في المؤسسات العامة يمثل عقبة كبيرة، وفقًا لمؤشر Edelman Trust لعام 2022 وهو مسح شمل أكثر من 33000 شخص في 28 دولة استشهد بها جيتس في رسالته، فإن الأمريكيين على وجه الخصوص لا يثقون في المسؤولين الحكوميين، وأشارت الدراسة إلى أن 40٪ من المشاركين في الولايات المتحدة لا يثقون “بشدة” في الحكومة الفيدرالية للبلاد.

إقرأ أيضا:الريد بيل المناهضة للنساء حركة إرهابية في بريطانيا

كتب غيتس: “إذا كان شعبك لا يثق بك، فلن يدعموا المبادرات الجديدة الكبرى”، “وعندما تظهر أزمة كبيرة فمن غير المرجح أن يتبعوا الإرشادات اللازمة للصمود في وجه العاصفة”.

تراجعت الثقة في الحكومات عالميا مع انتشار نظريات المؤامرة وقد تؤدي إلى فوضى في العديد من الدول خصوصا دول عربية في الفترة القادمة، وهو ما يعيد إلى الأذهان فوضى الربيع العربي.

توقعات 2022 للعالم: لا مزيد من الأخطاء في الأوبئة

بالنسبة إلى غيتس، يعني ذلك أن القادة السياسيين والمواطنين العاديين على حدٍ سواء بحاجة إلى الانخراط في الإجراءات الوقائية قبل أن يبدأ فيروس كورونا في التلاشي من قوائم أولويات الأشخاص.

كتب غيتس: “حان الوقت الآن للتعلم من أخطائنا واتخاذ خطوات لمنع حدوث هذه التجربة الرهيبة مرة أخرى”، “آمل أن نرى دعمًا واسعًا لجهود التأهب للوباء، وأخطط لقضاء الكثير من الوقت في الدفاع عنها”.

عان بيل غيتس من نظريات المؤامرة التي تصوره كشخص شرير وعلى أنه يقف خلف الوباء الحالي، وقد أكد الملياردير مؤخرا أن تلك النظريات للأسف دفعت الملايين من الناس حتى الآن للإمتناع عن الحصول على لقاح كورونا.

تم تطعيم 61٪ من سكان الولايات المتحدة بشكل كامل ضد كوفيد، وفقًا لبيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لكن هذه النسبة لا تزال اقل من دول أخرى مثل إسرائيل والإمارات.

إقرأ أيضا:قوة الفلسفة الهندية وسر ازدهار الأفكار الهندوسية

أظهر استطلاع نشرته مؤسسة Kaiser Family Foundation في نوفمبر مدى انتشار المعلومات الخاطئة عن اللقاح: 78٪ من البالغين في الولايات المتحدة إما يؤمنون بجزء واحد على الأقل من المعلومات الخاطئة حول مرض كوفيد أو اللقاحات، أو أنهم غير متأكدين مما إذا كانت هذه المعلومات الخاطئة صحيحة أم خاطئة.