تجتاح حرائق الغابات العديد من الدول في العالم مثل تركيا واليونان وإيطاليا ولبنان وسوريا والجزائر وتونس وكاليفورنيا بالولايات المتحدة وروسيا والقائمة تطول يوما بعد يوم.
والواضح انها ظاهرة عالمية مزعجة أصبحت أكثر ترددا في وسائل الإعلام خلال السنوات الأخيرة، وكانت حرائق امازون خلال أغسطس 2019 أكثر الحرائق التي تابعها الملايين من الناس حول العالم بقلق.
والحقيقة أن المسؤولين في عدد من هذه الدول خصوصا تركيا والجزائر تحدثوا عن مؤامرة وأن هناك من يفتعل اشعال الحرائق في الغابات لسبب مجهول، ويذهب البعض للقول ان ذلك من أجل اثارة الإنتباه أكثر إلى تغير المناخ ودفع المجتمع الدولي لمحاربتها.
حرائق الغابات مؤامرة دولية جديدة:
تقول نظرية المؤامرة ان هناك أشخاص مجهولين هم من يتعمدون اشعال الحرائق في الغابات والأماكن ذات الغطاء النباتي الكثيف، وهذا من أجل جعل قضية تغير المناخ تبدو أنها أسوأ وتهدد العالم بأسره.
يضيف القائمون عليها، أن الهدف في النهاية هو شن حرب دولية على النفط والغاز وبالتالي تدمير الدول النفطية وتغيير المعادلات المالية والإقتصادية في العالم.
وقد لاحظنا أن هذه المؤامرة انتشرت أكثر بين عدد من المستخدمين والناشطين في الخليج العربي، ممن يرون أن الحرب على النفط والوقود الأحفوري مبالغ فيها وتستهدف في الواقع دول الخليج واقتصاداتها المهمة.
إقرأ أيضا:إلهام شاهين مثال للمرأة اللاإنجابية المتحررة الناجحةتستغل هذه النظرية بالفعل وجود حرب من الناشطين المدافعين عن البيئة ضد الوقود الأحفوري ودعوات لإيقاف مشاريع التنقيب عن الغاز والنفط والتوجه إلى الطاقات المتجددة.
ومن المنتظر أن تحصل هذه النظرية على صدى واسع في الأيام القادم، خصوصا مع صدور قرارات دولية تلزم شركات النفط بتغيير أنشطتها على الطاقات المتجددة في أسرع وقت.
وتحصل السعودية ودول الخليج العربي على معظم عائداتها أو جزء أكبر منها، من خلال بيع النفط والغاز ومشتقاتهما، لهذا فإن حرب التغير المناخي سيؤثر سلبا على عائداتها وسيدفعها إلى نماذج عمل وتجارة مختلفة، وهو ما تحاول السعودية تحقيقه في رؤية 2030.
بعض الأحداث التي تثير الشبهات:
حسب وسائل الإعلام فقد اعتقلت السلطات التركية مشتبها به في الحرائق الهائلة التي حصلت مؤخرا، وكذلك ورد أن السلطات الإيطالية قد اكتشفت أن هناك أشخاص هم وراء اضرام النار في الغابات، وهذا ما سيجعل هذه النظرية أكثر قوة في مواجهة الإفتراضات الأخرى.
من الوارد جدا بالفعل أن يسبب البشر هذه الحرائق بسبب بعض السلوكيات المتهورة والشائعة للأسف، مثل ترك النار مشتعلة بعد النزهة فتعمل الرياح على نشرها، أو رمي السجائر على أرضية الغابات أو بأعشاب قريبة منها.
ولا تخفي الحكومات أن الكثير من حرائق الغابات تمت عن طريق تهور المواطنين، لكن تظل تلك الأخطاء فردية وغير مرتبطة بحركة أو منظمة عالمية.
إقرأ أيضا:توقعات روسية: زلازل كثيرة وأكبر بعد زلزال تركيا 2023وتعمل السلطات المكلفة بمكافحة حرائق الغابات والحفاظ على الغطاء النباتي بإطلاق حملات توعوية من أجل تدريب الناس على التصرف الصحيح أثناء زيارة الغابات والتخييم هناك وهذا تفاديا لأحداث يمكن أن تكون كارثية في نهاية المطاف على الجميع.
القاسم المشترك بين حرائق الغابات:
الحقيقة أن القاسم المشترك بين تركيا وإيطاليا وقبرص والجزائر وكاليفورنيا ولبنان وسوريا أنها كلها عانت من جفاف هذه السنة أو من مدة، وهذا يساعد على انتشار حرائق الغابات.
ينتشر الجفاف على نطاق واسع هذا العام بسبب تغير المناخ، وهذا الأخير جاء بسبب تلويث البشر للأرض وتسببهم في الإحتباس الحراري.
وتعاني دول عديدة أخرى من الجفاف مثل البرازيل التي تعيش أسوأ جفاف منذ 90 عاما، وتايوان التي تعاني من أسوأ جفاف منذ 50 عاما.
إقرأ أيضا:مظاهر تغير المناخ واضطرابات صيف 2021ليس فقط الشائعات المحيطة بحرائق كاليفورنيا هي التي أدت إلى انفجار المعلومات الخاطئة ونظريات المؤامرة، عندما اندلعت الحرائق في أستراليا في أوائل عام 2020 زُعم أن مثيري الحرائق قد أشعلوها.
وحتى عندما كانت غابات الأمازون تحترق في صيف عام 2019، كثرت المعلومات الكاذبة، جادل البعض بأن هذه الحرائق قد تم إشعالها من قبل دعاة حماية البيئة من أجل إثارة الاهتمام حول العالم.
أصبح القاسم المشترك ليس فقط الجفاف والتغير المناخي الذي تعاني منه هذه المناطق من العالم بل أيضا الحديث المتزايد عن مؤامرة من ذلك.
إقرأ أيضا:
مظاهر تغير المناخ واضطرابات صيف 2022
نظرية المؤامرة مرادف الأكاذيب والغباء والمسخرة
كل شيء عن أزمة المناخ العالمي أو خطر التغير المناخي