علوم

10 أدلة قوية على أن الأديان صناعة بشرية

عندما تقرأ عن الدين الذي تؤمن به لأنك ولدت في عائلة تعتنقه وليس لأنه الأفضل في العالم واخترته عن قناعة، وتقرأ عن الأديان الأخرى خصوصا من الكتابات التي يعترف بها أتباعها حينها سترى الصورة الأكبر.

الصورة الأكبر هي أن أكثر من 4000 دين في العالم اليوم هي كلها صناعة بشرية، الأديان صنعها الناس وتطورت وأصبحت معقدة مع مرور الوقت وأنتجت مذاهب وفرق ومدارس متناحرة فيما بينها.

الدين لتفسير الظواهر الطبيعية

تعد الشامانية أول تجلي للمعتقدات الدينية والتي تقدس الصواعق والرعد والبرق والمطر والرياح العاتية والغيوم والأنهار بقوتها والجبال بشموخها وكل ما هو غريب.

لطالما تضرر الإنسان من تلك الظواهر الطبيعية وأفزعته البراكين والزلازل، لذا عقله الباحث عن تفسير لكل شيء، وجد في الخرافات ملجأ من القلق الذي يعاني منه الإنسان بسبب غياب التفسير لما يحدث.

وهكذا ظهرت الآلهة المتعددة والتي يقدم لها الإنسان القرابين كي ترضى عليه ولا تدمر حياته، وعندما يحل الجفاف أو كارثة طبيعية يبحثون عن تفسير، ربما قد يقتلون بعض الأطفال أو بعض منهم في سبيل انهاء تلك الظواهر التي يرون أنها لعنة وقد حلت وهناك شخص بينهم عصى الآلهة.

إله المطر وإله الحب وإله الزرع وإله الشعر وإله الحرب وإله الرسم وإله الشمس وإله القمر وإله السلم وإله الأنهار وإله الوباء والقائمة طويلة جدا.

إقرأ أيضا:كيف تستخدم إسرائيل الذكاء الإصطناعي في حرب غزة؟

بسبب نقص المعرفة، كان الله هو الإجابة النهائية لجميع الأسئلة مثل من خلقنا؟ من الذي يمنحنا الماء من السماء؟ من أين جاء كل شيء؟ إلخ. توصل أشخاص مختلفون، في أماكن مختلفة على الأرض، إلى إجابات إبداعية مختلفة، أولئك الذين قبلوا هذه الإجابات أصبحوا في النهاية أتباعًا لهذه الخرافات لهذا السبب يوجد الكثير من الأديان.

الدين دستور المجتمعات البدائية

ومن الأسباب المهمة لظهور الدين هو فرض النظام، فقد تشكلت وتطورت لتأديب البشر على الخوف من الآلهة، ومثلما أن لكل حكومة دستورًا لإدارة البلاد، فإن الأديان لها كتب قواعد دينية (أو كتب مقدسة).

هذه الكتب تخبرنا كيف يجب على الشخص أن يتصرف وعواقب مخالفة القواعد، هناك جحيم وجنة في كل دين، أولئك الذين يتبعون دينًا معينًا ويطيعون قادتهم الدينيين سيذهبون إلى جنتهم الخيالية، وأولئك الذين لا يفعلون ذلك سيذهبون إلى الجحيم.

إنها حقيقة بسيطة، الجنة تحفزك على اتباع الدين والجحيم تثبط عزيمتك ولا تفعل غير ذلك، إنها تجعل الناس ينحازون إلى الدين وكل ما يقوله الدين هو الحقيقة وكل شيء آخر يصبح كذبة بالنسبة للشخص الذي أعمى الدين.

منذ ظهور الإنسان الواعي وبدأ يسعى إلى بناء حضارة وتجمعات بشرية كبرى، سعى إلى تنظيم علاقاته وفرض النظام والخروج من عقلية الحيوانات المتناحرة فيما بينها إلى كائن أسمى.

إقرأ أيضا:سيتمكن الهندوس من غزو مكة في عصر الهند العظمى

كان الدين هو المساعد الأساسي في هذه المهمة الصعبة، وبما أن الخوف محرك أساسي لأفعال الإنسان وقراراته اليومية فإن الدين استغل هذه الثغرة.

غياب العلم والعقلانية صنعت الأديان

أظهرت الدراسات أن نسبة الملحدين في البلدان المتقدمة أعلى مقارنة بالبلدان النامية والمتخلفة، لكن عدد الملحدين يتزايد باستمرار في العالم النامي أيضًا، بسبب النمو في التعليم والوعي الاجتماعي.

الأديان مليئة بالعيوب وعدم المساواة بين الجنسين والقواعد غير الواقعية، لقد تشكلت مثل اللغة، وتطورت بشكل تعسفي مع عشوائية كافية وظروف محيطة، وقد شكلت الظروف الطبيعية المختلفة والبيئات المفترسة وتكتيكات البقاء ثقافات مختلفة.

تلعب الأديان على العواطف أكثر من المنطق والعلم، من جهة تخوفك بما ينتظرك بعد موتك سواء في القبر أو بعد البعث، ومن جهة أخرى تلعب على الطمع من خلال فكرة الجنة والنعيم الذي ينتظرك.

مثل العديد من الحيوانات الأخرى، اجتمع البشر من أجل الحماية والبقاء، ومع تطور البشر من قبائل الصيادين إلى ثقافات أكبر، كانوا بحاجة إلى تشجيع التعاون والتسامح بين الغرباء نسبيًا.

لذا ربما كان تكييف السمات والمعتقدات الدينية حلاً فعالاً لهذه التحديات. أيضًا، في العصور القديمة كان لدى البشر إحساس بالوجود وكانوا فضوليين، لكنهم لم يكونوا على دراية ومنطق مثلنا، وبالمثل، سيكون البشر في المستقبل أكثر ذكاءً منا، هذا هو التطور.

إقرأ أيضا:مخاوف ايران من ممر زنغزور الذي تدعمه روسيا والناتو

مع ازدهار العلم وتطور الوعي الإنساني تجد الأديان نفسها في موقف الضعف وهي لم تعد تقنع الناس وقد تحرر منها معظم الفلاسفة والعلماء والأدباء والفنانين والأثرياء ورجال الأعمال، ويتمسك بها أكثر الفقراء والأقل تعليما.

من الآلهة إلى الإله الواحد والملائكة

من الأدلة الكبرى على أن الأديان بشرية الصناعة هو أنها تطورت وتغيرت مع مرور الوقت، إذ انه مع تزايد الوعي وظهور العلوم لم انهزمت الخرافة أمام العلم القابل للقياس والتجريب.

ظهر الإله الواحد في نهاية المطاف وتجلت هذه الفكرة في الديانات الإبراهيمية، بينما الآلهة أصبحت ملائكة في السردية الدينية الجديدة.

في الإسلام على سبيل المثال عدد الملائكة غير محدود، وهناك المشهورة منها وهناك الكثير منها ممن تقوم بمهام وتخدم الملك الأكبر لهذا الوجود وهو الإله.

فكرة الإله الجالس على العرش ووجود عدو له وهو ابليس وقوى الشر هي مستوحاة من الواقع البشري، حيث لدى الملك في مملكته خدم ومستشارين ووزراء وهناك قوى تهدد مملكته وهي قوى الشر.

يصبح الله بالنسبة للمؤمنين والدًا متفوقًا، يحميهم بصمت ويهتم بهم حتى عندما يختفي داعموهم الأساسيون، لأسباب مثل الموت والمسافة.

إله يتغير وتتطور أفكاره مثل البشر

إن المتأمل في قصص الأنبياء والديانات الإبراهيمية يمكن أن يرى هذا بوضوح، حيث الله يتطور وتتغير أفكاره، وبينما بعضها لم تتغير إلا أن أمورا كثيرة تغير فيها.

في البداية راهن فيها على اليهود واعتنى بهم واعتبرهم شعب الله المختار وحظيت هذه الأمة بأكثر الأنبياء والرسل بل إنهم من نسل واحد والنبوة عندهم متوارثة.

ثم اعتبر المسيحيين ملح الأرض وغير رأيه في اليهود بعد مقتل يسوع على أيدي جماعة منهم، واضطهدت الكنيسة اليهود وحاربتهم وظهرت معاداة السامية.

ثم جاء النبي ماني ونفى مقتل المسيح يسوع ثم بعده النبي محمد الذي أكد ذلك لكنه لم ينف القرآن أن اليهود قتلة الأنبياء وأيضا لم ينف أنهم كانوا في غاية الأهمية بالنسبة لله.

وقد اختار في النهاية الرهان على العرب لنشر رسالته ويبدو أن هذه الأمة أيضا قد خيبت ظنه، ثم جاء النبي بهاء الله بالديانة البهائية برسالة حضارية أكثر يتساوى فيها الرجل والمرأة ويعلن فيها الله تغيير رأيه.

بل إن في الإسلام نفسه نجد أن الله يتصرف مثل البشر، حيث كانت إلى الكعبة الشريفة أولًا، ثم حولت إلى بيت المقدس، ثم أعيدت إلى الكعبة واستقرت عليها.

وكذلك فعل مع زواج المتعة التي أبيحت في عز الإسلام، ثم حرمت يوم خيبر، ثم أبيحت في غزوة أوطاس، ثم حرمت بعد ذلك.

تعد اليهودية أكثر تشددا من المسيحية ومن ثم أكثر تشددا من الإسلام والأخير أكثر تشددا من البهائية، ومن الواضح أنه مع تزايد الوعي البشري والتفهم والتعايش يصبح الدين أيضا كذلك.

الأخطاء العلمية في الكتب المقدسة

كيف تكون الكتب المقدسة من خالق الكون الذي يعتقد أن الأرض أكبر من الشمس وأن الأخيرة هي التي تجري والأرض ثابتة في مكانها.

في الكتاب المقدس نجد أن ضوء القمر هو ذاتي وليس من الشمس، وهناك أخطاء كثيرة بخصوص تاريخ الأرض وخلقها وما إلى ذلك.

ولا يختلف الحال في القرآن حيث نجد أن القلب هو الذي يفكر وهذا خطأ علمي فادح، والأرض عند الله توازي في مساحتها عرض السماوات بينما الحقيقة مختلفة تماما.

أيضا لا يعرف كاتب القرآن أن الشمس تبقى مشرقة لنصف عام في القطب الشمالي ويصبح القطب الجنوبي مظلما لنفس الفترة ذاتها وهكذا.

إذا قمت بالبحث عن الأخطاء العلمية في القرآن والكتاب المقدس ستجد الكثير من العلامات الحمراء التي تعد إشارة إلى أن الكاتب ليس هو خالق هذا الوجود.

المغالطات المنطقية في الكتب المقدسة

أعتقد أنه إذا كان الخالق سيتكلم معنا وبلغتنا سيتكلم معنا بدون مغالطات منطقية، وسيكون على معرفة بعلم المنطق الذي نتعلمه في الفلسفة.

لكن الإله في هذه الكتب عند برهنته على أنه الحق ويجب الإيمان به يرتكب الكثير من المغالطات المنطقية، فمثلا مغالطة رجل القش واضحة في آيات قرآنية عديدة مثل “وَيَٰقَوْمِ لَآ أَسْـَٔلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا ۖ إِنْ أَجْرِىَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ” إذ أن من يكذب الأنبياء ولا يؤمن بهم لا يتهمهم بأنهم يرغبون في كسب المال من ذلك، بقدر ما يريد هؤلاء أن تكون لديهم سلطة روحية ودينية على المجتمع وهي أقوى من المال.

يرتكب الأنبياء مغالطات كثيرة في دفاعهم عن رسالتهم في نقاشاتهم مع المشككين والملحدين، وهذا يفسر لنا لماذا معظم الفلاسفة ورجال العلم لا يتبعون الديانات وحتى إن أعلنوا ايمانهم وجدت تصورهم للعقيدة وايمانهم مختلف عما يؤمن به القطيع.

ولهذا السبب كانت هناك حروب بين الكنيسة في أوروبا ضد الفلاسفة وقبل ذلك كفر رجال الدين معظم الفلاسفة والعلماء المحسوبين على ما يسمى بالحضارة الإسلامية.

قصص الأنبياء الخرافية

هناك العديد من الأشياء الأخرى التي ساهمت في تشكيل الأديان، فقد ابتكر الناس العديد من القصص الإبداعية حول خلق الأرض والحياة، بناءً على فهمهم للطبيعة.

ولهذا السبب فإن الأرض مسطحة وفقًا لدين ما وتدور حول كائن ما في دين آخر، باتباع هذه السلسلة من الأسئلة، يمكنك التوصل إلى قصتك الإبداعية الخاصة عن الخلق: من، وكيف، ولماذا خلقني الله؟ ما هو هدف حياة المرء؟ كيف يدير الله العالم؟ وماذا يحدث عندما نموت؟ قد يكون الناس قد آمنوا أو لم يؤمنوا بهذه القصص الخيالية في ذلك الوقت، ولكن من المحتمل جدًا أنه بعد قرون، مرت هذه القصص عبر الأجيال، حيث روى كل شخص نفس القصة بشكل مختلف للجيل التالي، بهذه الطريقة تطوروا، وأصبحت الحوادث البشرية العادية إلهية بعد مئات الأجيال.

هناك قصص أنبياء كثر ومنهم نوح على سبيل المثال وهو أب الأنبياء، رجل قضى وقت طويل وهو يريد هداية قومه، لكن أغلبهم لا يؤمن به، وفي النهاية أمره الله أن يبني سفينة ضخمة ويأخذ معه المؤمنين ومعه 7 أفراد من كل حيوان في الكتاب المقدس والتي أصبحت زوجين في القرآن من كل حيوان.

كان الطوفان على ما يبدو إبادة لكافة الكفار والمشركين على الأرض، وبينما يمكن أن نتجاهل الأخطاء العلمية في هذه القصة فإن القصة ذاتها مسيئة وتكشف عجز الله عن تحقيق هدفه وغباء منقطع النظير، إذ بعد الطوفان توالد المؤمنون وجاء لوط وإبراهيم وسلسلة من الأنبياء الذين واجهوا نفس مشكلة نوح.

القصص والمعجزات خرافية ولا يمكن لشخص منطقي أن يصدقها في النهاية، ويمكن أن يرى عبثية هذه الأحداث وأنها من خيال أحدهم وقد تناقلتها الأجيال وهي تتطور.

والكثير من هؤلاء لا يوجد دليل مادي على وجودهم، خصوصا النبي نوح وسفينته وموسى وإبراهيم ويونس ويوسف وحتى يسوع والقائمة طويلة.

الترقيع والرد على الشبهات

لأن الأديان صناعة بشرية فعلا فهي تحتوي على الكثير من الثغرات والأخطاء، ولهذا يعمل رجال الدين على تأليف الكتب والرد من خلال الفيديوهات والمحاضرات والخطب على تلك المسائل المستجدة.

إن الأديان عمرها آلاف السنين، لذا عندما تطرح سؤالاً عنها، فمن المحتمل جدًا أن يكون شخص ما قبلك قد طرح نفس السؤال، وبالتالي فقد وجد بالفعل إجابة أو صنع قصة لمواجهتها.

اليوم هناك مئات الكتب إن لم نقل الآلاف التي تحاول التجديد في هذه الديانات من خلال جعلها ملائمة أكثر للعقل البشري المعاصر وصديقة للعلم.

إن كان الدين فعلا من الخالق لن تكون به ثغرات وسيكون مناسبا فعلا لكل زمان، وسيتضمن الحقائق التي يتوصل إليها العلم، لكن ما يفعله رجال الدين هو تأويل ما جاء في كتبه وجعله يبدو وكأنه علمي.

الفرق العقلانية في الإسلام والمسيحية هي أكثر الفرق التي تحاول التصدي لهذه المشاكل والترقيع فيها، ونجد أن القرآنيين لديهم عشرات التفسيرات المختلفة تماما عن ما نفهم عند قراءة القرآن.

مشاكل بنيوية خطيرة في الدين

إذا كان الإله مطلق القدرة وقدَّر كل شيء يحصل في العالم ومنه خلق الإنسان على ما هو عليه فيقتضي ذلك أن الإنسان ليس حرا في فعله، وإذا لم يكن الإنسان حرا في فعله فليس من العدل عقابه على ما يفعل، لأن العقاب على فعل غير المستطاع ظلم.

هذه المعضلة لوحدها تعرض يوم القيامة والحساب للخطر برمته، خصوصا إذا عرفنا أن معظم البشر سيذهبون إلى النار والأسوأ أن الله قبل أن يخلقهم كان يعلم بذلك، وبالتالي هو شرير وغرضه من الأساس أن يعذبنا.

من جهة أخرى إذا كان الله هو من أوجد هذا الوجود؟ من خلقه وأوجده؟ إذا كان منطقيا أن يظهر الله من العدم أليس من المنطقي أيضا أن يظهر الوجود من العدم؟

هناك مشاكل بنيوية في الدين نفسه والمبرر الوحيد لوجوده هو أنه مخدر يمنح الناس الأمان والطمأنينة التي يريدونها والعزاء بأن هناك إله سينتقم ممن ظلمهم وهناك جنة فيها كل الملذات التي حرموا منها في هذه الحياة.

والدين مفيد لتقوية الحكم الديكتاتوري المستبد، حيث يعد الحاكم في الإسلام والمسيحية الوصي على الشعب وخليفة الرب على أرضه، وهو يستخدم الدين ليستمر حكمه وليضفي الشرعية على قراراته.

للأسف ليس كل الناس مستعدون لترك الدين لأنه بالنسبة لهم هو ضمن منطقة الراحة، لكن الباحثون عن الحقيقة الذين يريدون التحرر مما يستغل الخوف ضدهم ويستبعدهم سيتحررون منه.

السابق
نتنياهو: وقف إطلاق النار ليس نهاية الحرب وسنرد بحزم على أي خرق
التالي
يديعوت أحرونوت”: الفصائل الفلسطينية المسلحة في جباليا نظمت نفسها وتوقع خسائر في الجيش