قال الجيش الإسرائيلي، في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إنه استكمل الجزء الرئيس من حملته العسكرية العدوانية التي يشنها على سورية من سقوط نظام بشار مستهدفا المقدرات العسكرية للدولة السورية، مدعيا أنه دمّر ما بين 70% و80% من هذه القدرات.
جاء ذلك فيما هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بـ”الرد بقوة” على أي تهديد من النظام السوري الجديد، مدعيا أنه أعطى موافقته لسلاح الجو الإسرائيلي لضرب قدرات عسكرية إستراتيجية في سورية لـ”منع وقوعها في يد الجماعات الجهادية” على حد تعبيره.
وأطلق الجيش الإسرائيلي على حملته العسكرية في سورية اسم “سهم باشان”، في إشارة إلى مملكة توراتية تحمل الاسم ذاته، كانت جزءًا من أرض كنعان جنوب سورية وشرقي الأردن. يشير الاسم، الذي يعني بالعبرية “الأرض المستوية”، إلى جبل باشان، المعروف اليوم بجبل العرب.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، فإنه هاجم خلال الأيام الماضية، أكثر من 320 هدفا في سورية بمشاركة 359 طائرة مقاتلة مستهدفة “القدرات العسكرية الإستراتيجية” في سورية، مدعيا أن ذلك يهدف إلى “منع وصول أسلحة إستراتيجية إلى جهات معادية”.
كما هاجمت البحرية الإسرائيلية ودمرت نحو 15 سفينة عسكرية سورية وقطع بحرية أخرى تحمل صواريخ ساحلية في موقعين مختلفين؛ في حين سيطر الجيش الإسرائيليى على نقاط المراقبة في المنطقة العازلة ونقل أسلحة ووسائل قتالية من سورية إلى إسرائيل.
إقرأ أيضا:هرتسوغ يدعو إيلون ماسك للتوسط في إحياء صفقة تبادل الأسرى مع “حماس”وأوضح الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان، هرتسي هليفي، صادق يوم السبت الماضي على الخطط العملياتية خلال زيارته لمنطقة الجولان السوري المحتل. وفي الليلة ذاتها، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي بشن غارات استهدفت مختلف أنحاء سورية، من دمشق إلى طرطوس.
وشملت الأهداف التي تم تدميرها عشرات الطائرات والمروحيات القتالية، بالإضافة إلى منظومات الرادار، وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، والسفن، ومنظومات صواريخ أرض-أرض، وقذائف صاروخية، وصواريخ بحرية، ومنشآت إنتاج الأسلحة.
كما استهدفت الهجمات الإسرائيلية مخازن الأسلحة والذخيرة في سورية، وصواريخ سكود وصواريخ كروز موجهة وصواريخ باليستية بحرية ومستودعات للطائرات المسيرة وغيرها من المقدرات العسكرية التابعة للدولة السورية.
وأشار الجيش إلى استمرار العملية على الأرض، حيث تعمل القوات البرية في المناطق العازلة لتأمين السيطرة على المنطقة وتدمير الأسلحة وتفكيك البنى التحتية العسكرية الموجودة في المنطقة، بحجة “ضمان عدم وصولها إلى أطراف غير مرغوب فيها”.
بدوره، قال نتنياهو إنه “ليس لدينا أي نية للتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، لكن لدينا نية القيام بما هو ضروري لضمان أمننا”، وأضاف “في هذا الإطار، صادقت للقوات الجوية بضرب القدرات العسكرية الإستراتيجية التي تركها الجيش السوري، حتى لا تقع في أيدي الجهاديين”.
وادعى نتنياهو في بيان مصور صدر عنه مساء الثلاثاء، أن هذا الإجراء يشبه ما فعله سلاح الجو البريطاني عندما قصف أسطول حكومة فيشي التي تعاونت مع النازيين، وذلك لمنع سقوط الأسطول في يد الألمان.
إقرأ أيضا:إعلام عبري: “إسرائيل” لم تعلم مسبقا بهجوم المعارضة المسلحة وفوجئت بسقوط الأسدوتابع: “نحن نرغب في إقامة علاقات مع النظام السوري الجديد، ولكن إذا سمح هذا النظام لإيران بالعودة إلى سورية أو نقل أسلحة إلى حزب الله، أو إذا هاجمنا، سنرد بقوة ونجبي منه ثمنا باهظا. ما حدث للنظام السابق سيحدث لهذا النظام أيضًا”.
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أوعزا للجيش بإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سورية “دون تواجد إسرائيلي دائم”. وزعم أن ذلك يهدف إلى “منع الجماعات الإرهابية من تنظيم نفسها في سورية”.