علوم

إجراءات المغرب لمنع تكرار حرائق غابات الجزائر

تعد حرائق الجزائر فاجعة كبرى ليس لهذا البلد فحسب بل للبيئة في شمال أفريقيا والغطاء النباتي وهذه الأرض المضطربة بسبب التغير المناخي.

وبغض النظر عن الخسائر في الأرواح، فإن احتراق عشرات الآلاف من الأشجار والغطاء النباتي هي ضربة للمنظومة البيئة في هذا البلد وهي التي قد لا تعوض إلا بعد سنوات من الآن.

اندلعت الحرائق في الجزائر وكذلك تونس، وهو ما يعني أن الحرائق تستهدف الغطاء النباتي في شمال أفريقيا ككل، لهذا فإن غابات المغرب معرضة لنفس الخطر.

وتستعد المملكة لأسوأ السيناريوهات منذ عدة سنوات وقد اكتسبت خبرة جيدة في مكافحة حرائق الغابات وإليك ما يجب أن تعرفه.

حرائق غابات المغرب:

قبل يومين نشرت هسبريس بعنوان “حريق مهول يلتهم 2500 شجرة نخيل بواحة “تمزموط” ضواحي إقليم زاكورة” وهذا ليست المرة الأولى حيث حصل حادث مشابه في نفس المنطقة أدى إلى الإضرار بحوالي 5000 شجرة نخيل.

في كلتا الحالتين تمت السيطرة على الحرائق دون أن تتمكن من الإنتقال إلى الغابات الكبيرة والشاسعة والإضرار بمساحات خضراء كبرى كما حدث في الجارة الشرقية الجزائرية.

إلى الآن الحرائق في المغرب صغيرة إلى متوسطة وتحدث من وقت لآخر ويتم السيطرة عليها ويتزايد عددها عادة في الصيف بالمناطق الجبلية والمناطق التي تصل فيها درجة الحرارة إلى قرابة الخمسين وتشهد رياحا ساخنة تساعد على نشر النار بسرعة.

إقرأ أيضا:غريتا تونبرج: الحكومات لن تنقذ الأرض من أزمة المناخ

استخدام الطائرات بدون طيار لرصد الحرائق:

أكدت المندوبية السامية للمياه والغابات بالمغرب أنها قامت بشراء العديد من طائرات بدون طيار ألمانية الصنع، متخصصة في رصد الحرائق والإبلاغ السريع عنها.

تساعدك الطائرات بدون طيار على تحديد نوع ومقدار الموارد التي يجب إرسالها إلى مكان حريق الغابة خلال دقائق، تم تجهيز بعض الطائرات بدون طيار أيضًا بأجهزة استشعار حرارية والتي تستخدم الأشعة تحت الحمراء لمساعدة المستجيبين الأوائل في تحديد التوقيعات الحرارية للبشر ونقاط إطلاق النار التي تظهر الأماكن التي من المرجح أن تنتشر فيها الحرائق.

يمكن أن تساعد بيانات الطائرات بدون طيار أيضًا في ضمان متابعة المسؤولين للقضية، غالبًا ما تتضمن الاستجابة لحرائق الغابات عمليات واسعة النطاق حيث يجب على قائد الحادث اتخاذ قرارات بشأن نشر الأفراد والموارد.

الطائرات بدون طيار هي مولدات استخباراتية فعالة يمكنها التقاط البيانات والمعلومات التفصيلية من الميدان، والبث المباشر مرة أخرى إلى مركز القيادة.

من خلال الحصول على هذا العرض الجوي في الوقت الفعلي، يمكنك رؤية ما يحدث بالضبط وليس عليك الاعتماد على المعلومات المستعملة، أنت تعرف ما يحدث وأين، يمكنك أيضًا مراقبة طاقمك لمعرفة مواقعهم وأنك ترسلهم في الاتجاه الصحيح.

تم توضيح فوائد مكافحة الحرائق باستخدام الطائرات بدون طيار في حريق هائل اندلع في 4 أبريل 2020 بالقرب من منطقة تشرنوبيل المحظورة.

إقرأ أيضا:أسباب دعم تركيا انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو

نظرًا لأن الحرائق هددت أكثر من 40 ألف هكتار من الغابات المتطايرة، فقد جعل الدخان الأسود من المستحيل تقريبًا على الكاميرات المرئية أن ترى مصدر الحرائق المتزايدة ونطاقها، نشر المستجيبون 10 طائرات بدون طيار مزودة بأجهزة استشعار حرارية وتمكنوا من تحديد النقاط الساخنة بسرعة وكفاءة، وساعد التخطيط السريع للحريق قادة الحادث على توجيه أطقم أرضية مؤلفة من 1000 من رجال الإطفاء و 120 عربة إطفاء لإخماد الحريق بسرعة وأمان.

طائرات مكافحة الحرائق في المغرب:

بينما لا تملك تركيا طائرة واحدة لمكافحة الحرائق، تتوفر القوات الملكية المغربية الجوية على خمس منها من نوع Canadair CL-415 وهي التي ينتجها المصنع الكندي بومباردييه الرائد.

ويمكنها بسهولة تعبئة 6000 آلاف لتر من المياه بسرعة واستخدامها في تطويق الحرائق والقضاء عليها ومنع انتشارها على نطاق واسع.

تبلغ قيمة الطائرة الواحدة من نوع “كنادير” حوالي 25 مليون يورو، وتتمتع بمواصفات جيدة يمكنها استخدامها في مكافحة الحرائق.

وتملك عدد قليل من الدول هذا النوع من الطائرات، وهي كندا وفرنسا وكوريا الجنوبية وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وكولومبيا والهند والمكسيك، ويعد المغرب الوحيد الذي يمتلكها في أفريقيا.

مزيدا من التطوير والتقدم:

تخطط المندوبية السامية للمياه والغابات بالمغرب لزيادة مشترياتها من الطائرات بدون طيار إضافة إلى طائرات مكافحة الحرائق لتكون قادرة على التدخل بسرعة في مختلف أنواع الحرائق.

إقرأ أيضا:هزيمة روسيا بوتين في انتخابات فرنسا وبريطانيا وانتصار أوكرانيا

وعادة ما تشارك في عمليات الإطفاء الشاحنات وقوات إطفاء الحرائق، لكن يمكن استخدام الطائرات في حالات الغابات الشاسعة.

وإلى جانب ذلك يتم توعية المغاربة بالقواعد التي يجب تتبعها عند زيارة الغابات والتخييم بها، وكذا الإجراءات التي يمكن للفرد القيام بها لمنع مثل هذه الكوارث الكبيرة.

إقرأ أيضا:

أزمة حرائق تركيا كشفت أنها دولة فقاعة

حرائق الغابات المتزايدة عالميا ونظرية المؤامرة

الإغلاق الشامل واضطرابات أغسطس – سبتمبر 2022

شبكات الجيل الخامس وهدف تأمين الغذاء ومحاربة تغير المناخ

مظاهر تغير المناخ واضطرابات صيف 2022

السابق
إنتاج الطاقة المتجددة في المغرب وتصدير الكهرباء إلى أوروبا
التالي
أزمة حرائق تركيا كشفت أنها دولة فقاعة