يعد افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية في الإمارات خطوة مهمة وتاريخية، سبقه افتتاح أكبر معبد هندوسي في الشرق الأوسط بالدولة الخليجية خلال أكتوبر 2022.
النبي ابراهيم هو نفسه براهما صاحب صحف الفيدا في الهندوسية، وقد يكون هو زرادشت الناجي من النار بمعجزة، وهو محل اتفاق المسلمين والمسيحيين واليهود والهندوس والبهائيين والدروز واليزيديين والسامريين، لا ينكره أحد.
هذا ما يجعل النبي ابراهيم الأعظم في التاريخ وقصة التوحيد، لذا من هنا جاءت الديانة الإبراهيمية، وقد تكون في النهاية مبادرة إماراتية دولية لإنهاء الصراع بين أتباع هذه الديانات دون اجراء تغييرات في الصلوات وطريقة العبادة.
اتفاقيات ابراهيم لإنهاء الصراع الإسرائيل العربي
كان لافتا أن السياسة الإماراتية الجريئة قد اختارت خلال 2020 المشاركة في موجة جديدة من التطبيع بين العرب وإسرائيل، وهي الموجة التي شملت البحرين والمغرب والسودان أيضا.
كما أنها حاليا تلعب دور الوسيط بين إسرائيل وموريتانيا لاستعادة علاقتهما المنقطعة منذ 2008، وهي أيضا عراب اتفاقيات التطبيع القادمة ليس فحسب مع الدولة العبرية بل أيضا مع سوريا الأسد، وإعادة هذا البلد ضرورية إلى الحضن العربي ليس فقط من أطماع ايران ولكن لإنهاء صراع طائفي في المنطقة وتجنب الحرب الإيرانية الخليجية أو الحرب الإيرانية الإسرائيلية.
كل هذه الجهود السياسية تمضي على نحو متزايد بالتوازي مع اشتغال الإمارات على قضية الديانة الإبراهيمية، حيث تدعم أي جهود للقضاء على الخلافات الدينية في المنطقة.
إقرأ أيضا:لماذا لا يقتل الملك خصمه الملك في الشطرنج؟السياسة الخارجية الإماراتية اليوم واضحة، وهي منع انهيار الدول العربية وعودة الثورات الفوضوية، ومن جهة أخرى انهاء التطرف الديني وبالتالي تجفيف منابع تجنيد الشباب إلى داعش والحركات السلفية والوهابية الجهادية، إضافة إلى حل الخلافات السياسية الكبرى بالمنطقة وحل المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية بما يضمن حقوق الشعبين في العيش الكريم وبسلام.
ما الهدف من الديانة الإبراهيمية التوحيدية؟
تأتي هذه المبادرة السياسية الدينية بدعوة شعوب المنطقة نحو العودة إلى الأصل، إلى النبي إبراهيم المؤمن بإله واحد، أبو الأنبياء والرسل، والرجل الذي لا خلاف حول وجوده في التاريخ.
ربما قد لا تكون النتيجة هي انشاء دين جديد بأدبيات جديدة ومعتقدات مختلفة، قد يكون الأمر مبادرة من أجل إعادة مراجعة المعتقدات التكفيرية في هذه الديانات المختلفة، وهذا يستلزم من اليهود والمسلمين والمسيحيين على حد سواء سحب الأحكام التي تكفر الآخر.
في الإسلام على سبيل المثال، قد يعني هذا مراجعة للفتاوى المعتمدة وإعادة النظر في الصحيحين مسلم والبخاري، لما يتضمناه من أحاديث وأحداث تشوه أحيانا رسالة الإسلام المتسامح.
وبالنسبة لليهود سيكون عليهم مراجعة النصوص والأحكام التي يضخمون فيها أنفسهم، ويعتبرون أنفسهم افضل الشعوب وأن البقية وغير اليهود عبيد ومواطنين من الدرجة الثانية، وهكذا الأمر بالنسبة للمسيحية التي يجب أن يعيد قادتها النظر في أحكامهم الدينية اتجاه الآخرين.
إقرأ أيضا:تنبؤات هنري كيسنجر حول السياسة والذكاء الإصطناعيفي النهاية مع اختفاء هذه الأفكار المتطرفة والأحكام والاحتقار للآخرين، سيصبح سلوك الأتباع اكثر تسامحا مع الديانات الأخرى وينهي التطرف وهو أساس الإرهاب العالمي اليوم.
رؤية الإمارات الكبرى للسلام
تركز الإمارات على التجارة والإقتصاد والعقارات والإعمار وكل هذه الأمور كي تزدهر أكثر ينبغي أن تدخل المنطقة في حالة سلام شاملة، وهذا كي يعم الخير إلى بقية الشعوب في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل والأردن ومصر.
في هذه الرحلة يمكن ان تذهب أبوظبي إلى أبعد نقطة ممكنة، العمل على حل الخلافات الإيرانية العربية الإسرائيلية ما سيدخل دول المنطقة في اتفاقيات سلام وتطبيع مع بعضها البعض أكثر عددا وأثرا من الإتفاقيات الحالية.
يؤمن قادة الإمارات بأنه بدون سلام أو حتى في ظل سلام هش كما هو الحال الآن بالمنطقة، لن يعم الإزدهار بقية دول المنطقة ولن تتحقق الشراكات الكبرى التي تتجاوز الحدود الإقليمية إلى العلاقات بين دول الشرق الأوسط وأوروبا، وهما شريكين مهيمن خصوصا في مجال الطاقة، ولدى الأوروبيين هدف استيراد الطاقة النظيفة من المغرب والجزائر ومصر وتونس وليبيا وسوريا ولبنان وإسرائيل وفلسطين ودول الخليج العربي والعراق والأردن.
إقرأ أيضا:هل يخسر كريستيانو رونالدو شعبيته بسبب النصر السعودي؟تعد هذه الرؤية مغرية جدا لنا نحن في مجال الاقتصاد، إذ تقدم رؤية بتحقيق مكاسب هائلة لشعوب المنطقة والمضي قدما نحو مستقبل أفضل.
إقرأ أيضا:
التطبيع بين السعودية وايران جزء من مشروع الديانة الإبراهيمية
مشروع الديانة الإبراهيمية ونهاية الصراعات الدينية الدموية
لماذا تدعم الإمارات الديانة الإبراهيمية التوحيدية؟
آية قرآنية تؤيد تأسيس البيت الإبراهيمي في الإمارات
مذهب إسلامي جديد على يد صالح المغامسي مبني على الديانة الإبراهيمية