علوم

انتشر الإسلام بحد السيف وكذلك المسيحية

قارئ التاريخ يعلم جيدا أن هناك ديانات انتشرت بالسيف ومن خلال الغزوات والإمبراطوريات الإستعمارية ومنها الإسلام والمسيحية، لكن أتباع تلك الديانات يرفضون قراءة التاريخ بعقولهم.

يرفض هؤلاء الإقرار بهذه الحقيقة لأنها في العصر الحالي هي إساءة وانتهاك لحقوق الإنسان، لكن في ذلك الوقت كانت الغزوات والتوسع أمر عادي وشائع.

انتشر الإسلام بحد السيف

عندما بدأت رسالة النبي محمد في مكة، كانت دعوته سلمية وركزت الدعوة على اقناع المشركين بشكل سلمي بالرسالة، وإسلام أكبر عدد ممكن من الناس، إلا أنه بعد 13 عاما من الدعوة لم يسلم سوى القليل، وبعد هجرتهم إلى المدينة المنورة، انتقلت الدعوة إلى مرحلة جديدة وهي القتال للدفاع عن المسلمين من بطش المشركين.

وتسبب محاولة المسلمين اعتراض قوافل تجارية قادمة من الشام إلى مكة، في توتر بين مكة والمدينة المنورة أدى إلى قتال في النهاية انتهى بانتصار المسلمين.

منذ ذلك الوقت توالت المعارك والغزوات وكلها في شبه الجزيرة العربية إلى أن أذعن بالفعل العرب للإسلام وانتهى الشرك نهائيا بفتح مكة.

توفي الرسول محمد ولا يزال الإسلام حبيس شبه الجزيرة العربية، لكن ارتدت القبائل العربية الكثيرة، وكانت الخصومة في الواقع على حكم الدولة الجديدة، وأيضا حول أموال الزكاة التي رفضت عدد من القبائل منحها لأبو بكر الصديق الذي يعد الخليفة الجديد للمسلمين وظهور عدد من الشخصيات التي ادعت النبوة.

إقرأ أيضا:الطريق إلى الذكاء الإصطناعي الواعي الشبيه بالإنسان

وبناء على ذلك لجأ أبو بكر الصديق إلى شن الحروب على المتمردين، وفي النهاية أذعن العرب مجددا للطرف المنتصر، ومباشرة بدأت الغزوات الإسلامية لكل من العراق والشام وفارس، وهكذا انتشر الإسلام وتحققت بشارات النبي محمد بفتح فارس والسيطرة على الشام.

تلك البشارات التي يتناقلها الصحابة وينشرونها بين المسلمون عززت من القوة النفسية والفكرية لدى الجيش الإسلامي وأعطته دافعا للمشاركة في القتال أكثر واكتساب خبرات أكبر ومن ثم الإنتصار على الجيوش الكبرى.

توسعت الدولة الإسلامية في فترة الخلافة الراشدة بقيادة الخلفاء الراشدين، وتحت حكم الخليفة عمر بن الخطاب، تمت معركة اليرموك ومعركة قادسية، حيث تم هزيمة الجيوش البيزنطية والفارسية على التوالي، وانتشار الإسلام في تلك المناطق.

ومع ذلك، ينبغي ملاحظة أنه على الرغم من وجود حروب وصراعات في هذه الفترة، فإن انتشار الإسلام لم يكن يقتصر فقط على القوة العسكرية، بل تم أيضًا بواسطة التجارة والدعوة السلمية والتأثير الثقافي، وقد تبنى العديد من الناس الإسلام بطوعهم بدون استخدام القوة العسكرية.

يجب أن نلاحظ أن الإسلام انتشر أيضًا بواسطة التبشير السلمي والتعليم والتبادل الثقافي عبر العصور، حيث انتشر الإسلام في مناطق مختلفة من العالم نتيجة للتبادلات التجارية والروابط الثقافية والمساهمات الفكرية.

فرض الإسلام الجزية وهي ضريبة تفرض على الأقليات غير المسلمة في دولة إسلامية، وهي تعتبر جزءًا من نظام الضرائب في تلك الدول، وقد دفعت الكثير من أتباع الديانات الأخرى للتحول نحو الإسلام، كما أن عدد منهم شارك في الغزوات للحصول على المكاسب منها.

إقرأ أيضا:سبب مقتل الرئيس الإيراني ووزير خارجيته

انتشار المسيحية بحد السيف

تعود جذور المسيحية إلى القرن الأول الميلادي في منطقة الشرق الأوسط، وقد تأسست على تعاليم يسوع المسيح، الذي بدأ بالتبشير وتعليم الناس بمحبة الله والتسامح والغفران.

بعد صعود يسوع إلى السماء، قام تلاميذه المعروفين بالرسل بنشر تعاليمه وبشارة الإنجيل في مناطق مختلفة، وكان بولس الرسول من الشخصيات البارزة التي ساهمت في نشر المسيحية وتأسيس الكنائس في أنحاء العالم الروماني.

في القرن الرابع الميلادي، أدى قبول المسيحية كديانة رسمية في الإمبراطورية الرومانية إلى تنامي انتشارها، وقد ساهمت هذه الخطوة في توسع النطاق الجغرافي للمسيحية.

توسعت الإمبراطورية الرومانية كثيرا وقد تمكنت هي الأخرى من نشر المسيحية وهذا بالسيف، حيث كان هناك تضييق على الملحدين وأصحاب الديانات الأخرى.

بدأ اللجوء إلى السيف عن المسيحيين عندما تنصر قسطنطين الوثني في بدايات القرن الميلادي الرابع وقال له بطريرك القسطنطينية: “أعطني الدنيا وقد تطهرت من الملحدين أمنحك نعيم الجنة المقيم”.

خلال العصور الوسطى، تأثرت المسيحية بالعديد من التحولات والصراعات السياسية والاجتماعية، وشهدت هذه الفترة نشوء الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، إضافة إلى حروب الصليبيين وتوسع النطاق الجغرافي للمسيحية في أوروبا وأجزاء من آسيا وأفريقيا.

من الأمثلة الشهيرة على ذلك، حملة الصليب الأولى التي تمت في الفترة من 1096 إلى 1099، والتي قادها الفرنجة المسيحيون لاستعادة القدس والأراضي المقدسة من السيطرة الإسلامية، وتم استخدام القوة العسكرية في هذه الحملة، وحدثت معارك عنيفة بين الصليبيين والمسلمين.

إقرأ أيضا:مواقف الملحدين العرب من إسرائيل وحرب غزة في فلسطين

خلال العصور الاستكشافية في القرون الخامس عشر والسادس عشر، نشرت الدول الأوروبية المسيحية الديانة في أنحاء العالم الجديد، وقد نجحت في ذلك بأمريكا اللاتينية بشكل فعال وأيضا في قارات أخرى مثل أفريقيا خصوصا في دول الجنوب.

اليوم تعد المسيحية أكثر ديانة انتشارا في العالم يليها الإسلام، وهما يسيطران بالفعل اليوم على اغلب بقاع العالم لكن المسيحية أكثر انتشارا بفضل الإستعمار الغربي الذي انتهى القرن الماضي.

إقرأ أيضا:

شهر رمضان الحقيقي في أغسطس أو سبتمبر دائما

زواج القاصرات مشروع في الإسلام جريمة عقليا ومنطقيا

داعش ليست صناعة أمريكية بل إسلامية سنية سلفية وهابية

القرآنيون: أسئلة وأجوبة حول أهل القرآن

ثورة الإلحاد وخروج المسلمين من الإسلام أفواجا

حظر الأفلام والأعمال الأدبية والفنية وقاعدة كل ممنوع مرغوب

السابق
الرابحون والخاسرون من قانون حماية خصوصية البيانات GDPR
التالي
ترتيب مجموعة غانا في كاس العالم 2024